السياسي البراغماتي والإعلامي الصحفي والبرلماني الذي يعرف فن الخطابة ومهارات الإلقاء وقوة الإقناع بعيدا عن كل الوعود، يعتز بأغواطيته وهو ابن العاصمة، تجسد ذلك من خلال مقالاته وإصداراته منذ أكثر من 20 عاما، اهتم بالعمل الإذاعي منذ صغره سنة (1965) وانجذب إلى الكتابة في العديد من الصحف والجرائد منذ مرحلة التعليم الثانوي والجامعي إلى يومنا هذا، نشر العديد من المقالات والقصائد الشعرية والقصص الإذاعية، أصبح مذيعا اعتبارا من سنة 1971 ثم إلى الصحافة الإذاعية عام 73 فمذيعا محررا إلى رئيس التحرير سنة 82 وتدرج في عديد من المسؤوليات إلى أن تم تعيينه مديرا جهويا لمحطة التلفزة بورڤلة إلى غاية 1994 كما أسندت إليه مهمة إنشاء المجلة التلفزيونية "الشاشة الصغيرة" سبق له وأن ترأس أشغال المؤتمر الثالث لاتحاد الصحافيين الجزائريين بقصر الأمم، وهو عضو الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني، انتخب نائبا برلماني عن ولاية الأغواط منذ 97 وأعيد انتخابه مجددا سنة 2007 عن نفس الولاية. بكل عفوية وكرم الضيافة استقبلنا الرجل بتواضعه. "الأمة العربية": بالنسبة لكم كرجل إعلامي وذي خبرة سياسية، كيف يمكن أن تقيّموا الحملة الانتخابية الرئاسية على المستوى الوطني؟ النائب محمد بوعزارة: شكرا، من الصعب على الإنسان تقييم حملة بهذا الزخم في لقاء مقتضب ومع ذلك يمكن تلمّس بعض الحقائق، فبالنسبة لي أرسلت من طرف أحزاب التحالف لولاية الأغواط للإشراف مع بعض الإخوان ومن خلال ذلك وبصفة إجمالية يمكن القول إن النتائج قبل نهاية هذه الحملة ب48 ساعة طيبة بالنسبة للتجمعات التي أشرفت عليها أو التي أشرف عليها غيري والزيارة الخاطفة التي قام بها المترشح المستقل "عبد العزيز بوتفليقة" لعاصمة الولاية لأكبر دليل والحضور المكثف للمواطنين تبيّن أن هناك أولا دعم شعبي سنلحظه إن شاء الله يوم التاسع من أفريل سواء بالنسبة لتأييد مرشحنا بأصوات كبيرة أو بالنسبة للمشاركة، ثانيا اللقاءات الجوارية التي ركّزنا عليها أثبتت أن هناك تجاوبا مع مترشحنا المستقل، ولاحظنا أن المواطن يتجاوب مع "عبد العزيز بوتفليقة" أولا للإنجازات التي تحققت في الميدان، ثانيا للآفاق المرسومة في إطار البرنامج الذي حمله، وعليه فطابو المقاطعة والامتناع الذي كان يبشر به البعض قد سقط في اعتقادي نهائيا، وبالتالي فنسبة المشاركة ستكون كبيرة جدا لتثبت أن دعاة المقاطعة في واد والشعب الجزائري في واد آخر. إذا باختصار، نحن على موعد هام وتاريخي وهو الانتخابات التي ستؤسس لمرحلة جديدة من المصالحة من دعم التنمية الشاملة وتقوية أسس الدبلوماسية الجزائرية مما سيجعلها عنصرا فاعلا في السياسة الدولية وقطبا كبيرا في حل العديد من المعضلات الإقليمية والدولية الراهنة. - لا أحد ينكر أنكم استطعتم تغطية جل اللقاءات على مستوى ولاية الأغواط، ماذا عن أبرز المحطات الوطنية الأخرى؟ * على غرار ولاية الأغواط وولاية المدية التي نظمت بها ثلاثة تجمعات، قمت بالإشراف على تجمع كبير على مستوى عاصمة ولاية غرداية والذي صادف يوم إبرام ورقة الطريق المتوصل إليها بين أبناء مدينة بريان، وفي الليل من نفس اليوم قمت بمجموعة من اللقاءات الجوارية، وفي اليوم الموالي نشطنا أكثر من 8 لقاءات جوارية أخرى مع كافة أطياف سكان مدينة غرداية. - يبدو وكأن لك علاقة حميمية جد خاصة تربطك بولاية غرداية؟ * بالفعل هذه المنطقة تربطني بها كثير من العلاقات وتعود بي الذاكرة إلى سنة 1975 وقد كنت آنذاك شابا في بداية طريقي للعمل السياسي وعالم الصحافة، حيث طلب مني أحد المجاهدين وأعيان مدينة الأغواط "الحاج سليمان غزال" عليه رحمة الله بمرافقته من العاصمة لزيارة أحد أصدقائه الذي كانت تربطه علاقة وطيدة به منذ أيام الثورة المسلحة، ألا وهو المرحوم العلامة "الشيخ بيوض" بغرداية أحد أقطاب الإباضية لحل نزاع وقع بمدينة بريان آنذاك، وكما تذكر في الثمانينيات كنت مديرا جهويا لمحطة التلفزيون بورڤلة، وكانت علاقتي بكل مواطني وأطياف منطقة غرداية من أحسن العلاقات، إذ ألقيت العديد من المحاضرات بها، حيث كنت أزور غرداية والڤرارة، وكل من بريان والعطف، وكم تأسفت لما كنت بالخارج حين وقعت تلك الأحداث المأساوية في السنة الماضية، إذ تمنيت لو كنت ضمن الوفد البرلماني الذي زار المنطقة لمعرفة ومعالجة الفتنة التي وقعت بهذه المدينة العزيزة من أرض الوطن. وعندما طلب مني عدد من الإخوان لأقوم بالعملية التحسيسية في إطار الحملة الانتخابية لبّيت الدعوة التي صادفت اليوم السعيد الذي تم فيه التوصل إلى الاتفاق بين إخواننا بمدينة بريان، حيث ذكرتهم من خلال اللقاءات والمهرجان حين ضربت هذه المنطقة بالذات أروع المثل العليا في التآخي وحسن الجوار وجسدت ذلك في انتخاب المرحوم "محمد السوفي" سنة 1967 على رأس بلدية غرداية وهو أصيل الأغواط، ثم اتفق أعيان المنطقة مرة أخرى على أن يكون نفس الشخص في سنة 1977 نائبا بالمجلس الشعبي الوطني وهذا مثال حي على أنه لا وجود للجهوية في هذه الولاية. - لقد شاهدناكم وأنتم تمثلون المترشح الحر "عبد العزيز بوتفليقة" بالبرنامج التلفزيوني "في الصميم" كيف كان شعوركم لهذا الاختيار؟ * شكرا، كما تعلمون أني مثلت الرئيس كذلك في 99 على شاشة التلفزيون وكذلك اليوم وأنا مدين للإخوة الذين اختاروني لأكون ممثلا للمترشح المستقل "عبد العزيز بوتفليقة" في هذا البرنامج الذي حاولت أن أكون فيه عند مستوى هذه الثقة، وأن أتجاوب مع ما أنجزه وما قام به لصالح الجزائر منذ أن كان في ريعان شبابه مجاهدا ووزيرا في أول حكومة بعد الاستقلال، حيث مثّل الجزائر في كثير من المحافل الدولية وأعطى لها مواقع هامة في معالجة العديد من المعضلات وأن يكون ناطقا باسم المحرومين وأحرار العالم منذ الستينيات والسبعينيات. - مباشرة بعد الحصة التلفزيونية "في الصميم" اتهمتك صحيفة بأنك كنت برلمانيا سابقا وأنك كنت مع طرف آخر سنة 2004 من غير عبد العزيز بوتفليقة، ما تعليقكم ؟ * هذا محض افتراء، الصحيفة التي تشير إليها ذكرت أنني كنت برلمانيا سابقا، إلا أنني ما زلت نائبا منتخبا إلى حد الآن ومن انتخبني مواطنو ولاية الأغواط الذين وضعوا في شخصي هذه الثقة إلى حد الآن، كما زعموا أنني كنت في 2004 أدعم مترشحا آخر ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة آنذاك، ويبدو أن الذي كتب هذا الكلام لم يشاهد الحصة آنذاك في نفس السنة، كما يبدو أن هذه الصحف أحيانا تتحزّب وأحيانا تكون ضد حزب وأحيانا ضد شخص أو تيار أو توجه وإن كنت قمت بعملية الرد في نفس الجريدة، ولكن للأسف لم ينشروه كما هو وتصرفوا في ردي. وتجدر الإشارة إلى أني وقفت مع عبد العزيز بوتفليقة وكنت أحد مؤطري حملته في 99 حيث توليت جانب السمعي البصري إلى جانب المرحوم "أحمد حري" عليه رحمة الله، وما زلت أسانده إلى يومنا هذا، حسب مبادئي وقناعاتي، وأقول لأمثال هؤلاء الصحافيين فقط سامحهم الله. - ما هي توقعاتك عن نتائج الانتخابات، وكم تقدرون نسبة المشاركة؟ * انطلاقا من المهرجانات الكبيرة التي يحضرها المواطنون خاصة للمترشح المستقل "عبد العزيز بوتفليقة" وبعض العوامل التي طرأت منها ما قام به حزب الأرسيدي في عملية استفزازية وإنزال العلم ورفع خرقة سوداء فوق مبناه، عبّر كثير من المواطنين بالمشاركة القوية في الانتخابات ردا على هذا التصرف المشين، بالإضافة إلى ما شاهدناه من الجالية الجزائرية بالخارج والتي توجهت بأعداد كبيرة لصناديق الاقتراع ومن خلالها أظن أنها ستتجاوز أكثر من 60 في المئة ونسبة فوز مرشحنا عبد العزيز بوتفليقة آمل أن تتجاوز 75 في المئة من خلال الكثير من المؤشرات. - ماذا لو تحدثونا عن إصداراتكم الأخيرة؟ * راودتني الفكرة سنة 2004 بجمع مقالاتي التي نشرتها طيلة 20 سنة في كتاب موحد ب1200 صفحة إلا أن صديقي "لمين الزاوي" الذي كان على رأس المكتبة الوطنية نصحني بعد أن عرضت عليه هذا المشروع بفصل الجانب السياسي عن الجانب الثقافي وذلك ما كان، فوجدت نفسي بين أربعة كتب، اثنين منها تأملات في الثقافة والحياة ونصوص التاريخ التجربة والحصاد ثم تأملات في السياسة – السيادة الناقصة- يسقط الإرهاب تحيا المقاومة" تم إصدار كتابين منهما في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية والكتابان الآخران طبعتهما على حسابي الخاص، إلى أن طبعت إصداري الخامس "الرجل الذي رفض الوزارة" وأعني به المرحوم السيد "محمد سوفي" الشخصية المجاهدة ورمز التضحية والتواضع حيث تشرفت بمقدمة الكتاب والتي جاءت بقلم الأستاذ الفاضل عبد الحميد مهري، هذه الكتب كانت عبارة عن مجموعة محاضرات ومقالات كنت جمعتها علي مدار أزيد من ربع قرن وهي تبين رؤيتي للكثير من القضايا الخاصة منها والوطنية أو الدولية في شتى المجالات. - الكثير ممن ينسبون الفضل إليكم أمثال المقدمة بقناة الجزيرة "خديجة بن ڤنة"، والمذيع القدير "لخضر بريش" والمقدم المميز "سليمان بخليلي" القائل عنكم "إنه الأستاذ الذي نهلت من علمه" وأمثالهم كثير ما هو شعوركم..؟ * ما عساني إلا أن أحمد الله على كل توفيق حين أرى أبناء الجزائر والذين أعتبرهم كلهم بمثابة أبنائي وإخواني وأتشرف بهم كما تفخر بهم الجزائر، والكثير ممن كانت لي معهم قصص وشواهد عند بداية طريقهم خاصة لما كنت مديرا جهويا ثم مسؤولا بإذاعة التلفزة الجزائرية، وكم أنا جد فخور حين أفتح شاشة التلفاز على بعض القنوات وأرى الكثير ممن عرفتهم يتألقون بكل جدارة واستحقاق. - وأخيرا هل أنتم راضون عمّا وصلت إليه المذيعة بقناة الجزيرة ابنتكم "فيروز بوعزارة" الأغواطية؟ * يكفيني فخرا أن أحد الصحافيين الكبار لفيروز صرح لها قائلا "استطعتي أن تغرسي مدرسة للأخلاق بقناة الجزيرة" وأقول إن ابنتي البكر فيروز استطاعت أن تحقق لي كثيرا من الرغبات فبكفاءتها ولباقتها وخبرتها منذ أن كانت في الإذاعة والتلفزة الجزائرية استطاعت أن تشرف بلدها وعائلتها، فرضت نفسها عن طريق أخلاقها وجدارتها، وللإشارة أنا راض عن كل أبنائي، والحمد لله أعتبرهم كلهم ناجحين وأعلمهم أن يكونوا بالفعل سفراء لبلدهم خاصة خارج الوطن، فمنهم الموثقة ومنهم من سيتخرج إن شاء الله "طيارا" وابنتي الأخرى تحضّر لشهادة الدكتوراه بباريس، وأصغرهم يحضر لشهادة البكالوريا، والفضل كله يعود للزوجة الكريمة مقارنة بعملي الذي كثيرا ما يشغلني عنهم كصحافي وبرلماني مع نضالي الحزبي والسياسي.