أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش الذي تقدم لمطار هواري بومدين الدولي لطلب توضيحات بشأن الإعتداء الذي تعرض له شرطي أثناء تأدية مهامه من طرف برلماني ينتمي إلى المجموعة البرلمانية المنشقة من حركة مجتمع السلم يوم 24 من الشهر الجاري، بفتح تحقيق عاجل في القضية بعدما رفع الشرطي الضحية دعوى قضائية وشهادة طبية تثبت عجزه عن العمل تقدر ب 10 أيام. أكدت، أمس، مصادر أمنية مطلعة ل" اليوم"، أن مصالح الأمن المختصة تعمل الآن على جمع كل الأدلة والقرائن ابتداء بالسماع للشهود ومراجعة لقطات كاميرات المطار المخرن فيها سيناريو الضرب والإعتداء على موظف الشرطة التابع للفرقة الثانية لشرطة الحدود بمطار هواري بومدين أثناء تأدية واجبه الوطني، من طرف النائب "عشوري عبد الرزاق" الذي كان أثناء الحادثة برفقة "عبد المجيد مناصرة "والنائب "جلاطو سيد علي" والنائب "جار الله بشير" والنائب "مولاي عمر سليمان" الذين كانوا متوجهين إلى المملكة المغربية. وأشارت نفس المصادر أن القضية التي تعد سابقة خطيرة في البلاد، يرجح في الأيام القليلة القادمة أن تعرف منحى تصاعديا إن لم تحوّل إلى رئاسة الجمهورية للبت والنظر فيها بعدما رفعت إلى مكتب وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني. وأضافت نفس المصادر أن الواقعة حدثت بينما كان موظف الشرطة بؤدي مهامه على مستوى مراقبة جهاز "سكانار" يوم 24 من الشهر الجاري مساء، حينها تقدم نحوه النائب من كتلة "حمس" المنشق عنها حديثا عشوري عبد الرزاق رفقة البرلمانيين المذكورين للمرور على الجهاز المذكور أين طالب موظف الشرطة النائب عاشوري بضرورة الخضوع إلى عملية التفتيش والتلمس القانونية المعمول بها في إطار القانون على مستوى مطار هواري بومدين بل في كل مطارات العالم، فرفض هذا الأخير الانصياع للتدابير الأمنية المتخذة بهذا الشأن معللا ذلك بأنه نائب في البرلمان ولا يجوز للشرطي أن يخضعه لتلك التدابير، مع العلم أن الشرطي أبلغه بالإجراءات القانونية. لكن النائب عاشور حسب نفس المصادر قام بصفعه صفعتين على الوجه جعلت الشرطي يسقط أرضا أمام مرأى ومسمع المسافرين الأجانب والجزائريين على حد سواء بمن فيهم أعضاء حزبه الذين لم يحركوا ساكنا. وأشارت نفس المصادر إلى أنه بعد قيام الشرطي من الأرض تقدم نحوه النائب مرة ثانية ودفعه دفعة قوية على الحائط ووجه له لكمتين على مستوى الوجه جعلته يفقد وعيه، الشيء الذي جعل بعض المسافرين وعمال المطار يهبون هبة واحدة لنجدته والذود عنه. حينها قال لهم ذلك النائب بحسب ما ساقته شهادات الشهود للمصالح الأمنية المختصة "واحد مايدخل روحو" ثم نطق مناصرة بنفس القول "واحد مايدخل روحو". وأمام هذا التصرف الذي وصفه البعض بالوحشي والغريب في آن واحد، تساءل البعض الأخر لماذا لم تحرك قيادة مصالح الفرقة الثانية لشرطة الحدود بمطار هواري بومدين ساكنا لنجدة موظف تابع لمصلحتها، تاركين النائب وزملائه يغادرون التراب الوطني بكل برودة دم وكأن شيئا لم يكن وامتطوا طائرة الخطوط الجوية الملكية المتوجهة إلى المغرب ثم غادروا أرض الوطن.