"اليوم يوم تاريخي، اليوم بداية سقوط امبراطورية منادي وأتباعه وحاشيته التي عاثت في الحجار فسادا. وكما انتفض آلاف العمال سنة 1988 إبان الحزب الواحد وأسقطوا المادتين 120 و121 ليفسحوا المجال لانتخابات نقابية حرة، هاهم اليوم يعيدون الكرة ويسمعون صوت الحجار لكل الجزائريين ليعيدوا لمركب الحجار، رمز السيادة الوطنية، قيمته ولأصحاب "البلوات" في إشارة للآلاف العمال حقهم المغتصب". بهذه العبارات النارية، بدأ الأمين العام بالنيابة لنقابة مؤسسة "أرسولور ميتال عنابة"، المهندس إسماعيل قوادرية، كلمته أمام حشد كبير من عمال المركب ناهز 4 آلاف عامل. إسماعيل قوادرية استفتى في بداية خطابه آلاف العمال المتجمهرين أمام مقر النقابة بقوله "من اليوم فصاعدا، لست الأمين العام بالنيابة لأن المجلس النقابي في حكم الملغى بقوة القانون لعدم انعقاد جمعيته الانتخابية. لذا، فإنني أطلب منكم رسميا أن تمنحوني صفة الناطق الرسمي للعمال لكي أواصل مسيرتي النضالية التي لن تثنيني عنها أية تهديدات ولو كان ثمنها حياتي". وكانت الإجابة الفورية برفع أزيد من 4 آلاف عامل أيديهم كتزكية للرجل الذي وعدهم بالتغيير ومحاربة الفساد والمفسدين. بعدها، فتح المتحدث النار على عضو المجلس الشعبي الوطني ورئيس اتحاد عنابة، عيسى منادي، والذي اتهمه صراحة بالإمبراطور الذي يحمل في بطنه "التبن"، مؤكدا في كلمته أن ابن منادي وحاشيته استفادوا طيلة السنوات الماضية من العديد من الصفقات المشبوهة وجعلوا المركب رهينة مصالح شخصية، بالإضافة إلى لجنة الخدمات الإجتماعية التي تحوّلت إلى ما يشبه الملكية الخاصة تعقد بها الصفقات المشبوهة للتجهيزات الكهرومنزلية والهواتف النقالة. ممثلو العمال وعلى رأسهم الناطق الرسمي أكدوا أنهم بصدد تحضير عريضة ستحمل آلاف التوقيعات ستقدم لوكيل الجمهورية كوثيقة لمحاسبة المفسدين بمؤسسة "أرسولور ميتال" و"لن نحيد عن منهجنا الذي هو منهج المدير العام الجديد للمؤسسة" الفرنسي "فانسان لوكوينك" الذي طمأن الشريك الإجتماعي بمركب الحجار بأن إدارة ميتال أعطت تعليمات صارمة لمحاربة شبكة الفساد بالمركب وأن الإدارة الجديدة رفعت شعار التطهير ومحاربة شبكات الفساد بالحجار وهو ذات المنهج الذي طالب به رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة. وفي سياق آخر، اعتبر اسماعيل قوادرية تلبية آلاف العمال لنداء رفاقه، ردا على أسلوب عيسى منادي وأتباعه الذين زرعوا الرعب والخوف بين صفوف العمال في محاولة يائسة للهيمنة على مصيرهم، بالرغم من وضوح القوانين في هذا المجال، منها على الخصوص أن عيسى منادي مستقيل من النقابة منذ وصوله إلى قبة البرلمان متسائلا "كيف يعقل لأحد أتباع منادي وهو نقابي بسيط، أن يحوز على ممتلكات كبيرة منها فيلا تفوق قيمتها المالية 12 مليار سنتيم ومحلات كبيرة لبيع الهواتف النقالة؟". "لقد حان وقت التغيير وهبت رياح الديمقراطية النقابية على مركب الحجار وانتهى عهد منادي الذي طغى منذ وصوله للبرلمان وكان عليه أن يفي بالوعود التي قدمها لسكان عنابة لا أن يسعى لخلق نقابة البارونات التي لا تخدم إلا حاشيته"، يضيف المتحدث الذي هدد بإضراب مفتوح في حال فرض المركزية النقابية لاسم عيسى منادي كمرشح لمنصب الأمين العام لنقابة المؤسسة، لأن "عهد الزعامات قد ولى ولا زعيم بعد اليوم سوى العامل بورشات الحجار" الذي يتلقى حسبه أدنى أجر مقارنة بعمال مجمع أرسولور ميتال على المستوى العالمي، ناهيك عن أن 40 بالمائة من أرباح مركب الحجار ما قيمته 02 مليون دولار نخرها الفساد والمفسدون على شكل مشاريع وهمية وفاتورات مضخمة. النقابة ستعود بقوة وحضور الدولة الجزائرية الممثل في قسط 30 بالمائة من عقد الشراكة سيتعزز ويرتفع خلال المفاوضات القادمة و"سنرفع الإنتاج وسنكشف المزيد من ملفات الفساد وستكون أروقة العدالة هي ساحة المعركة القانونية بين الحق والباطل ولن تثنينا التهديدات ونعلم حجم التضحيات التي تنتظرنا"، هي كلمات اختتم به المهندس إسماعيل قوادرية تجمع أزيد من 4 آلاف عامل جاءوا من مختلف الوحدات الإنتاجية لمركب الحجار، آلاف العمال الذين رددوا هتافات داعمة للناطق الرسمي الجديد للعمال ومعادية للبرلماني عيسى منادي الذي اتهموه بالغطرسة والفساد.