أفادت بعض المصادر المسؤولة بوزارة التربية الوطنية، أن ملف البطاقة الخضراء الخاصة بالتلاميذ المصابين بأمراض مزمنة كالربو والقلب وغيرها، التي طالب بها مجموعة من الأخصائيين النفسانيين البيداغوجيين وإطارات التربية بمن فيهم جمعيات أولياء التلاميذ خلال الفترة الأخيرة عبر "اليوم"، مباشرة بعد انتشار عدة حالات وفيات من هذه الفئة من التلاميذ الذين يعانون من أمراض مختلفة مصنفة في خانة المزمنة داخل أقسام تمدرسهم وفناء مدارسهم وأمام أعين زملائهم وأساتذتهم، قُدّم لمكتب الوزير بن بوزيد لدراسته والنظر في أهم المحددات المبرمجة لتطبيق المشروع الذي سيساعد على تفعيل عامل التنسيق بين كلّ من التلاميذ وأوليائهم ووحدات الكشف الطبي المدرسية. وأضافت ذات المصادر أن بعض الأطراف، من بينها جمعيات أولياء التلاميذ والمؤطّرون النفسانيون العاملون بوحدات الكشف الطبي المدرسية، تحضّر لإنجاح المشروع عن طريق إدراج مجموعة من الندوات والمحاضرات الإعلامية التي تمهّد الطريق لعملية من شأنها أن تجنّب أبناءنا كوارث سببها الرئيسي الإهمال وعدم الإكتراث بالحالة الاجتماعية والنفسية لهم. كما أشارت مصادرنا إلى أنّ مصالح الوزارة استحسنت فكرة المشروع وأشادت بها، مؤكّدة أنها ستساهم لحد بعيد في تنظيم عمل وحدات الكشف الطبي المتواجدة بالمدارس، خاصة وأن نشاط هذه الأخيرة أصبح شبه منعدم لنقص التنسيق بينها وبين الهيئات البيداغوجية التابعة لوزارة التربية. ومن جهة أخرى، ذكّرت نفس المصادر بأهم النقاط الأساسية التي يتضمنها الملف الموجود على مكتب وزير التربية والمتمثلة في منح بطاقات خضراء للتلاميذ المتمدرسين الذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو والقلب وغيرها، تسمح لهم في حالة إحساسهم بنوبات مرضية مفاجئة خلال تواجدهم بالقسم أو المدرسة بعرضها على الأستاذ أو أحد المسؤولين عليه داخل مؤسسته لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتجنّب وقوع كارثة مثل تلك التي وقعت أحداثها خلال الأسبوعين الفارطين بإحدى ثانويات العاصمة بعد وفاة طالبة عانت من أزمة ربو حادة داخل قسمها دون السماح لها بالخروج منه تبعا للقوانين الداخلية التي تمليها الوزارة الوصية، فيما كانت هذه الحادثة بمثابة "سيناريو مكرر" لمجموعة من الحوادث المشابهة في عدة مؤسسات تربوية عبر ولايات التراب الوطني خلال السنوات الأخيرة. وأوضحت نفس المصادر أن وحدات الكشف الطبي المدرسية ستتكفل بالعملية بعد المصادقة عليها وتطبيقها، وهذا تضيف ذات المصادر يكون عن طريق تنسيق بين أولياء التلاميذ والوحدات الطبية السابقة الذكر مع بداية الدخول المدرسي للكشف عن الحالة الصحية المفصلة لكل التلاميذ ومنح الذين يعانون من أمراض مزمنة بطاقات خضراء تكون بمثابة الضوء الأخضر الذي يسمح لهم بالإستنجاد بالقائمين على حالته الصحية والنفسية داخل مؤسسته أثناء تواجدهم بها.