عبر ليلة الاثنين إلى الثلاثاء ما بين 120 و150 مواطنا تونسيا الحدود الجزائرية بطريقة غير شرعية، عبر منطقة "عيشة أم شويشة" الحدودية بهدف لفت انتباه السّلطات التونسية إلى مشاكلهم الاجتماعية. وفور وصول هؤلاء، سارعت السّلطات المدنية والعسكرية لإقليم دائرة "بئر العاتر" (90 كلم إلى جنوبتبسة) لاستقبالهم وتوفير الضروريات لهم وإقناعهم بوجوب مغادرة التراب الوطني، غير أنهم رفضوا ذلك مؤكدين أن السبب هو عدم وفاء السّلطات التونسية بوعودها التي قطعتها خلال العام الماضي بحل مشاكلهم الاجتماعية، وتوفير مناصب شغل لأبنائهم، ولن يعودوا إلى ديارهم ما لم تنفذ مطالبهم. وفي صباح اليوم الموالي، تدخلت السّلطات التونسية عن ولاية "قفصة" في محاولة لإقناع العابرين للحدود بطريقة غير شرعية، وقادت معهم مفاوضات ساهم فيها كل من رئيس دائرة "بئر العاتر" ورئيس البلدية، وممثلون عن القطاع العسكري وحرس الحدود وبعض أعيان الجهة، لتكلل بالنجاح، حيث غادرت هذه المجموعة الإقليم الجزائري، صباح أمس، عائدة إلى وطنها على أن يرفع انشغالهم إلى السلطات العليا في البلاد التونسية، والحرص على إسماع صوتهم وحل مشاكلهم لاحقا. جدير بالذكر، أنه هذه المرّة الثالثة التي يلجأ فيها مواطنون تونسيون إلى اجتياز الحدود بطريقة غير شرعية للفت أنظار سلطات بلادهم إلى ظروفهم الاجتماعية.