أخذ الاهتمام بالمباراة المرتقبة التي ستجمع المنتخبين المصري والجزائري، بعداً جديداً وصل إلى أعلى المستويات السياسية في البلدين، حيث تلقى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأول، دعوة رسمية من نظيره المصري، محمد حسني مبارك، للمشاركة في منتدى "الصين - إفريقيا"، الذي ستحتضنه العاصمة المصرية القاهرة بدءا من الأسبوع القادم. وستكون الفرصة للرئيسين للحديث عن المباراة التي ستجري على "استاد القاهرة" يوم 14 نوفمبر الجاري بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري - لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 بجنوب إفريقيا - لتهدئة الأوضاع بعد التهويل الإعلامي الكبير الذي شهدته المباراة، والتي خرجت عن إطارها الرياضي قبل لعبها، من خلال الحرب الإعلامية التي نشبت بين الطرفين في مختلف وسائل الإعلام، ويهدف الرئيسان من خلال التقائهما أيضا والظهور في صورة واحدة لتأكيد صدق العلاقات بين البلدين والشعبين، في رسالة مفادها أنه لا يمكن للعبة كرة قدم أن تؤثر على العلاقات بين الدولتين الشقيقين أيا كانت نتيجتها. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره الجزائري مراد مدلسي، قد دعيا الصحافة إلى التهدئة قبل المباراة. وأكدت جريدة "الرأي" القطرية أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تلقى أول أمس اتصالا هاتفيا من نظيره الجزائري مراد مدلسي، حسبما صرح به مصدر دبلوماسي مصري مسؤول، بأن الوزيرين تطرقا خلال الاتصال الهاتفي إلى الإجراءات الجارية حاليا في مصر استعدادا لمباراة مصر - الجزائر في إطار تصفيات كأس العالم، وترحيب مصر بالأشقاء الجزائريين على المستوى الرياضي والفني والجماهيري. مضيفا أن الوزيرين أعربا عن أملهما في أن تكون المباراة بين منتخبي البلدين مهرجانا للرياضة العربية يعكس علاقات الأخوة المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين وزعامتهما. كما طغت أجواء المباراة على احتفال السفارة الجزائرية في القاهرة بالذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة، حيث أجمع الضيوف المشاركون في الاحتفال من رجال السلك الدبلوماسي المصري والجزائري والعربي، على أن المباراة مجرد "مباراة كرة وليست معركة حربية". وحرص السفير الجزائري في القاهرة عبد القادر حجار، على الإشارة في كلمته خلال الاحتفال، إلى الدور المصري المساند لثورة الجزائر. مطالباً الشعبين بتذكر أن العلاقات بين البلدين أكبر بكثير من أية منافسة كروية أو رياضية. كما أكد أحمد بن بلة، على ضرورة وضع هذه المباراة في وضعها الصحيح، وأنها مجرد مباراة لكرة قدم. وفي ذات السياق، أكد رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، تقديم كل التسهيلات لبعثة المنتخب الجزائري والترحيب بها وبمشجعي الجزائر في القاهرة. نافياً تلقي اتحاد الكرة أية خطابات من الفيفا تحذر من أعمال شغب في المباراة. وأشار زاهر إلى أنه تم تخصيص 2000 تذكرة للجمهور الجزائري، وحجز ثلاثة فنادق لبعثة "محاربي الصحراء".