اتهموا وزارة التعليم العالي بخرق تعليمات رئيس الجمهورية وسط طوق أمني كبير، اعتصم أمس قرابة 200 طالب عائد من مصر أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للتنديد بالشروط التعجيزية التي وضعتها الوصاية مقابل إعادة إدماجهم، خارقة بذلك تعليمات رئيس الجمهورية الذي أمر بتسوية قضية الطلبة الجزائريين العائدين من مصر. وندد ممثلو الطلبة في حديثهم ل "اليوم" بموقف مسؤولي وزارة التعليم العالي الرافض لاستقبالهم، وعلى رأسهم الأمين العام للوزارة الذي كلف مسؤول الأمن بالوزارة إبلاغهم بأن القرار النهائي بخصوص قضيتهم سيتضح نهاية الشهر الجاري، مشيرين إلى أن وزارة التعليم العالي لم تلتزم بوعودها وقامت بوضع شروط تعجيزية لإعادة إدماجهم، كشرط رفض جميع ملفات الطلبة الذين يفوق سنهم 40 سنة، وهو ما استغرب له المعتصمون الذين أكدوا عدم قانونية ودستورية هذا الملف، إلى جانب رفض ملفات الطلبة الذين لا يحملون في جواز سفرهم مهنة طالب وليس مهنة حرة أو موظفا في قطاع الدولة. وتم بناء على هذه المعايير غير القانونية والمخالفة لتعليمات رئيس الجمهورية -حسب المعتصمين - إقصاء 1100 طالب من مجموع 1500 طالب غادروا مصر، خوفا على حياتهم على خلفية مباراة كرة القدم التي جمعت بين الجزائر ومصر التي انجر عنها تشنج في العلاقات. وأوضح ذات المصدر أن أغلب الطلبة استخدموا هذه المهن في جوازات سفرهم لفترة معينة، ثم تخلوا عنها وتوجهوا إلى الدراسة، بدليل أن أسماءهم مشطوبة من السجلات التجارية، داعيا مسؤولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى تطبيق تعليمة رئيس الجمهورية، قصد السماح بإدماج الطلبة وضرورة تحصل الطالب على شهادة البكالوريا أو شهادة الليسانس وبأن يكون مسجلا في أحد المعاهد أو المؤسسات الجامعية المصرية ويحقق نسبة حضور لا تقل عن 80 بالمائة، أو أن يكون الطالب حاصلا على ديبلوم الدراسات العليا من الجامعات المصرية. من جانب آخر، أكد ممثل الطلبة أن 1100 طالب رفضت ملفاتهم يهددون بالدخول في إضراب عن الطعام في حال عدم تسوية وضعيتهم قبل نهاية الشهر الجاري. وتساءل الطلبة عن سبب تخلي وزارة حراوبية عن هذه الشريحة التي لا تسعى إلا لكسب العلم، مؤكدين أنهم لو كانوا يعلمون أن الدولة الجزائرية لن تتكفل بهم وستهينهم بهذه الطريقة لما عادوا إلى أرض الوطن، وتحملوا مواقف الرعب والمعاناة الجسدية والمعنوية والمهانة التي كانوا عرضة لها بالأراضي المصرية. للتذكير، فإن وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية كان قد صرح سابقا بأن قضية الطلبة الجزائريين العائدين من مصر في طريقها إلى الحل النهائي، بعدما تكفلت مختلف المعاهد الجزائرية بمشاكلهم وقامت بإعادة إدماجهم بين صفوف طلابها.