تعرف أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق الجزائرية في الفترة الأخيرة، ارتفاعا مذهلا فاق كل التوقعات، حيث لاحظنا في جولة استطلاعية قادتنا، أمس، إلى مختلف القصابات المتواجدة في العاصمة، أن سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف وصل 900 دج، مقابل 800 دينار للحم العجل الذي بات قبلة المستهلك الجزائري. وأكد أحد المواطنين ل"اليوم" أن الأسعار أصبحت بعيدة عن القدرة الشرائية للمواطن، قائلا: "جئت اليوم لشراء ما أحتاجه من اللحم، لكنني عائد والقفة فارغة، فالأسعار ليست ملتهبة فحسب، بل تبعد المواطن المستهلك وعلى بعد كيلوميترات من القصابة، زد على ذلك ربما يمكن أن نستغني عن اللحم، لكن هل يمكن الاستغناء عن البطاطا واللحوم البيضاء والسمك أيضا، فبماذا سنعيل عائلاتنا وقدرتنا الشرائية تتدهور يوما بعد يوم ولم يبق في يدي سوى التوجه إلى ما أفضل من الأغنام لعله يغطي النقص". من جهته قال "مراد" أحد تجار اللحوم الحمراء والبيضاء بالعاصمة، وهو منخرط في اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين "إن أبرز الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار هذه السنة تكمن في أن موسم الشتاء المنصرم عرف تساقط أمطار هامة على مستوى مناطق الهضاب العليا (المناطق الرعوية)، وهذا ما سمح بتوفير كمية هامة من الأعلاف وتأمينها بالنسبة إلى الأنعام وهذا ما ينعكس بدوره على الأسعار ويساهم بطريقة مباشرة في رفعها، وفي حالة ما إذا حدث العكس (عدم تساقط الأمطار بكمية وفيرة وبالتالي قلة كمية الأعلاف ، فإن الأسعار ستعرف تراجعا)، علاوة على عدة أسباب أخرى تتعلق أساسا بنقص القدرة الشرائية إلى جانب المضاربة التي باتت تميز سوق اللحوم الحمراء والبيضاء وسوق الخضر والفواكه". في سياق ذي صلة، اقترح ذات المتحدث أن يتم الاهتمام أكثر بالمذابح على مستوى البلديات، بحيث اقترح أن يكون هناك مذبح واحد على الأقل في كل بلدية، مستطردا بقوله إن المشكل الكبير يتركز في العاصمة سواء تعلق الأمر بمستوى الأسعار التي تبقى ملتهبة فقط على مستوى ولاية الجزائر، أو من حيث المذابح التي يبقى عددها غير كاف، باعتبار أن أهم مذبح بالمنطقة يتركز في حسين داي كما يعد الأكبر. وقد أفاد ذات المتحدث، أن الأسعار لن تعرف زيادة أخرى قبيل شهر رمضان القادم وهذا من المستحيلات باعتبار أن استهلاك اللحوم يتراجع طبيعيا في فصل الصيف والذي من المنتضر أن يحل فيه شهر رمضان.