عقدت تنسيقية قرى عرش بوغني أمس، اجتماعا آخر بعد مرور 15 يوما عن اختطاف المقاول حساني علي البالغ من العمر 84 سنة، للنظر في المستجدات ودراسة هذه القضية التي لا يزال الغموض يميزها باستمرار الإرهابيين حجز الرهينة ومواصلة تعنتهم بتجاهل عريضة السكان الذين جددوا مطلب اطلاق سراح "عمي علي" دون دفع أي فلس، عقّال القرية ألحوا على السكان توخي الحذر في مثل هذه الأوقات وعدم الإقدام على أخذ أي قرار قد يؤزم الوضع أكثر مما هو عليه لأن المختطفين قادرون على فعل أي شيء لتحقيق مبتغاهم، حيث لم يرحموا حتى البعد الإنساني في شخصية عمي علي باستمرارهم في احتجاز شيخ طاعن في السن ويعاني من عدة أمراض، حيث يهدف الإرهابيون به إلى استمالة عاطفة عائلته وسكان القرية لتحريره بعد تسديد الفدية الخيالية التي تم رفعها بين عشية وضحاها إلى 3 ملايير سنتيم. هذه الوقفة الشجاعة التي بادر بها أهل أثاكوفي والتي لقيت دعما كبيرا من طرف الحركة الجمعوية والمجتمع المدني، جعلت بقايا تنظيم القاعدة بمنطقة بوغني يرتبك ويتأكد أن منابع تمويل الإرهاب بهذه المنطقة قد جفت حقيقة، ولا مجال للجوء إلى الاختطاف للحصول على المال الوفير لإغراء الشباب للانحراط في صفوف الكتائب الإرهابية التي فقدت كل أمرائها ونشطائها بولاية تيزي وزو على الخصوص. بوغني شهدت 41 عملية اختطاف منذ 2005 بعد الحصار الأمني المفروض على الجماعات الإرهابية بالمدن الكبرى، اختارت "القاعدة" اللجوء إلى المناطق الأكثر أمنا... عن طريق اللجوء إلى الاختطاف الذي عرف انتشارا رهيبا بولاية تيزي وزو، حيث تم إحصاء 41 عملية منذ سنة 2005، 12 منها ذاق جحيمها أغنياء وأثرياء المنطقة بوغني لوحدها وانتهت بإطلاق سراح الرهائن الذين اضطروا إلى شراء حياتهم مقابل مبالغ مالية خيالية، تلتها منطقة معاتقة الواقعة على محور بوغني واضية معاتقة، والعمليات المتبقية شهدتها مناطق أخرى انتهت كلها بإطلاق سراح الرهائن، باستثناء العملية التي استهدفت صاحب فندق بقرية اصناجن ببلدية افليسن بتاريخ 31 ديسمبر 2009، حيث ثار السكان ضد الإرهابيين المختطفين وجعلوهم يستسلمون للأمر الواقع بإطلاق سراح الرهينة دون دفع أي مقابل.