بعد قضائه 26 يوما في جحيم معاقلها اهتز أمس سكان بوغني على وقع سماع خبر إطلاق سراح المقاول حساني علي البالغ من العمر 84 سنة سالما معافى، حيث هموا جميعهم إلى منزل الضحية قصد مباركته بعد المحنة التي حلت به وبعائلته وجميع قرى عرش بوغني مباشرة بعد تأكدهم أن تنظيم القاعدة قام فعلا بإطلاق سراح الرهينة ليلة أول أمس في حدود منتصف الليل ومن دون دفع أي مقابل لتستجيب بذلك لعريضة السكان بعد 26 يوما من الاختطاف. وطوال تلك المدة، فإن سكان آت كوفي تحركوا وتحدوا المختطفين بتنظيمهم لسلسلة من المسيرات الشعبية والاضرابات المتجددة كل نهاية أسبوع لمطالبة الارهابيين بضرورة إطلاق سراح أحد أبنائهم ومن دون أية فدية أو شرط قبل اللجوء إلى اقتحام معاقلهم بمرتفعات بوغني في حال استمرار المختطفين في تعنتهم، حيث استطاعوا أن يجعلوا نشطاء كتيبة الفاروق التي تبنت عملية الاختطاف يرتكبون ويتراجعون عن مطلبهم المتمثل في دفع فدية خيالية تقدر ب 3 ملايير سنتيم. كما تراجعت كذلك عن تهديداتها المتمثلة في اللجوء إلى التصفية الجسدية للرهينة التي اتخذتها كوسيلة للضغط على السكان لاخماد انتفاضتهم واستمالة عاطفة العائلة لدفع الفدية. ولكن التحديات المتواصلة جعلت القاعدة في الأخير تستجيب للأمر الواقع وانهاء المسألة بإخلاء سبيل علي الذي أرغم على العيش مدة 26 يوما في جحيم معاقل القاعدة بمرتفعات بوغني وذلك بإطلاق سراحه بمنطقة مشطراس التابعة لدائرة بوغني، أين وجدته عائلته بعد سلسلة من المفاوضات العسيرة مع المختطفين الذين أدركوا في الأخير أن لا حل آخر للقضية سوى إرجاع عمي علي إلى عائلته. وتعد هذه العملية الثالثة التي انتهت بإطلاق سراح الرهائن بدون دفع الفدية منذ بداية السنة الجارية، فبعد اقليسن وبني دوالة أول أمس حين أطلق سراح صاحب الشركة الخاصة (ب . نور الدين) الذي اختطف ليلة 8 أفريل الجاري، جاء دور منطقة بوغني التي أعطت بدورها درسا لهؤلاء الانتهازيين.