رغم أنها لم تكن جزءا في الاتفاقية الأمنية بين مالي والجزائر وموريتانيا أسقطت الحكومة الصحراوية كل الإشاعات المغرضة التي ما فتئ يروجها ويلصقها بها نظام المخزن بأن جيشها المقاوم والمرابط في الثغور الامامية يعد منظمة إرهابية وذلك بعد استحداث جيش منظم قائم بذاته له نفس التحديات التي تواجه جيوش المنطقة التي أرقتها ظاهرة الإرهاب وبهذا الصدد كونت دفعات خاصة لمكافحة الظاهرة على غرار الدفعة الأخيرة التي تتميز بتدريب عالي المستوى استعدادا لأي طارىء في منطقة كانت ولازالت آمنة. وأكد مصدر مسؤول في الجيش الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أن هاجس مكافحة الإرهاب يشكل تحديا آخر للجيش الصحراوي مثله مثل بقية جيوش دول الساحل، حيث عملت سلطات الدولة مؤخرا على ضبط استعدادات وترتيبات أمنية خاصة لمواجهة أي اختراق أمني رغم أن المنطقة ككل لم تشهد قط تحركات مشبوهة لعناصر مارقة بفضل خطط مدروسة تهدف لتأمين عدة مناطق. وأوضح المصدر ذاته ل "اليوم" على هامش المهرجان السينمائي بالصحراء الغربية، أن الدولة الصحراوية جيشت المناطق المحررة وهي على أتم الاستعداد للتصدي لأي طارىء ومواجهة المجموعات الإرهابية خصوصا أن قواتها الخاصة بمكافحة الإرهاب مستنفرة قطعا لمواجهة كل الاحتمالات على الحدود الموريتانية أو ما يسمى المنطقة الرمادية. وأضاف المصدر ذاته أن الجيش الصحراوي كان ولا زال جيشا ككل الجيوش له مهام اعتيادية واضحة وتقليدية غير أنه في السنوات الأخيرة أراد أن يطور قدراته القتالية من خلال تكوين دفعات خاصة بمكافحة الإرهاب تلقت تكوينا عسكريا عاليا في مختلف الأكاديميات العسكرية من دول صديقة تؤمن بالقضية الصحراوية وكفاح الشعوب في تقرير المصير وأشار ذات المصدر أن الصحراء الغربية وبحكم حدودها المشتركة بين موريتانيا والجزائر التي لها حدود مع مالي رغم أنها لم تكن طرفا في الاتفاقية الأمنية المبرمة بين هذه الدول في إطار مجموعة 5 +5 مؤخرا إلا أنها لديها تنسيق أمني محكم في إطار تبادل المعلومات وفق برنامج مدروس بهدف تأمين المنطقة على أساس أن الصحراويين جزء لا يتجزأ من المنطقة ويتأثرون بشكل طبيعي جدا بما يحدث في المناطق المجاروة. من جهة أخرى، وضعت الجمهورية العربية الصحراوية بعد تكوينها للدفعة الأخيرة الخاصة بمكافحة الإرهاب والتي تعد أولى دفعة من حيث القوة والدقة والسرعة والفعالية ترتيبات أمنية خاصة لتأمين المهرجان السينمائي العالمي الذي حضره أكثر من 500 شخص أغلبهم من دول العالم، حيث وقفت "اليوم" ميدانيا مع قائدي كتيبة الدرك والجيش عليها، حيث أكدوا أنهما مكلفان منذ البداية بمهة تأمين الحدث السينمائي كوحدتين إقليميتين مشتركة لتطويق مخيم اللاجئين بولاية الداخلة بأكملها من خلال وضع خطة أمنية محكمة تتمثل في إيجاد وتثبيت سدود على طرق الولاية توكل لفرق من الدرك الوطني يقومون على التدقيق وفحص هويات الأشخاص والآليات العابرة من وإلى الولاية وتسهر على مراقبة المحيط الإقليمي بشكل عام من خلال تكثيف دوريات متنقلة وثابتة ترتكز على حماية الأجانب ومواكبة سيارات الوفود الأجنبية. مبعوث اليوم إلى ولاية الداخلة.