حذرت الولاياتالمتحدة من أنها قد لا توافق على تمديد مهمة بعثة مراقبين الأممالمتحدة في سوريا بعد الأشهر الثلاثة الأولى ودعت إلى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية على الرئيس بشار الأسد.وقالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس لوكالة الأنباء الفرنسية أمس السبت، انه على الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الآن إصدار "حكم دقيق" حول الظروف في سوريا قبل إرسال 300 مراقب غير مسلحين إلى هذا البلد.وأبلغت رايس مجلس الأمن الدولي بعد تبني القرار حول إرسال بعثة مراقبي وقف إطلاق إلى سوريا أن "صبرنا نفد. يجب إلا يستنتج احد أن الولاياتالمتحدة ستوافق على تمديد المهمة بعد تسعين يوما".وبموجب القرار رقم 2043 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، سيتم نشر المراقبين العسكريين غير المسلحين لفترة 300 يوم أولا إذا قرر بان كي مون أن الوضع آمن لإرسالهم.وقالت رايس "إذا لم يكن هناك وقف دائم للعنف وإذا لم يتمتع فريق الأممالمتحدة بحرية تحرك كاملة وإذا لم يسجل تقدم سريع وواضح في الجوانب الأخرى من خطة النقاط الست عندها، علينا أن نخلص إلى أن هذه المهمة لم تعد مفيدة".وتشير رايس بذلك إلى خطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي عنان.وبصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، يمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ينص على تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة للمراقبة في سوريا.وقالت رايس أن "إرسال 300 أو حتى 3 آلاف مراقب غير مسلحين لا يمكنه بحد ذاته وقف نظام الأسد عن مواصلة حملة العنف الهمجية التي يشنها".وأضافت أن "ما يمكن أن يوقف هذا الهيجان القاتل هو مواصلة وتكثيف الضغط الخارجي على نظام الأسد".وأكد السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار ارو أيضا انه "ليس هناك تمديد آلي" لعمل البعثة. وأضاف أن مهمة هذه البعثة يجب إلا تمدد "إلا إذا كنا نعتقد أنها مفيدة".وشككت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في جدوى هذه البعثة واتهمت الأسد بأنه ضرب عرض الحائط، الاتفاقات التي أبرمت مع كوفي عنان لوقف العنف وسحب القوات من المدن السورية.وصوتت الولاياتالمتحدة لمصلحة القرار. لكن رايس قالت "نحن ندرك المخاطر بدقة وندرك أكثر السجل الطويل لنظام الأسد في الوعود التي اخل بها وخيبة الأمل والاستخفاف بأبسط المعايير الإنسانية".ورأى سفير روسيا في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن ملاحظات رايس "غير مفيدة". وقال للصحافيين أن "إطلاق تكهنات سلبية يشبه أحيانا إطلاق نبوءة يريد البعض أن تؤخذ على محمل الجد".وأضاف "لنحاول الاستمرار" في إستراتيجية ايجابية "بدلا من إطلاق التهديدات والتوقعات السلبية".وردا على سؤال لفرانس برس عما إذا كانت تعتقد انه من الضروري إرسال مراقبين إلى سوريا، قالت رايس "نعتقد انه على الأمين العام (بان كي مون) أن يقيم بعناية ما إذا كانت الظروف ملائمة".وأضافت "أعطيناه السلطة بالتأكيد لينشر (البعثة) بسرعة وكما يراه مناسبا والقرار ينص بوضوح على أن عليه أن يأخذ في الاعتبار كل الظروف على الأرض وما إذا تحقق تقدم في وقف" إطلاق النار.وتابعت رايس أن الولاياتالمتحدة ترى أن "طريقة التعامل مع البعثة الأولية (التي تضم ثلاثين مراقبا) ومدى حرية الحركة التي منحت لها ومدى الحرية التي تمنحها لها الحكومة السورية للقيام بالتزاماتها وقف العنف ستشكل عناصر مهمة في تقييمنا لفاعلية المهمة".وتابعت السفيرة الأميركية "لا يجوز لأحد أن يعتبر أن موافقة الولاياتالمتحدة على تمديد المهمة بعد تسعين يوما هو أمر مسلم به".