بدأ بعد ظهر اليوم توافد مئات المتظاهرين على ميدان التحرير وسط القاهرة للمشاركة في تظاهرة "جمعة إنقاذ الثورة" التي دعا إليها 13 كيانا إسلاميا من بينهم جماعة الإخوان المسلمين. و لم يسجل إقبال كبير للمتظاهرين على الميدان مقارنة بالجمعة السابقة ولم تشارك جماعة الإخوان المسلمين حتى الآن في مظاهرة التحرير واكتفت مشاركتها في مظاهرات في ميادين أخرى عبر محافظات مصر حسب ما صرحت مصادر قيادية في الجماعة. و تداخلت المطالب وتعددت حسب الندءات المبعثة من منصات ميدان التحرير ما بين المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية في مواعديها وعزل رموز النظام السابق وسرعة تسليم المجلس العسكري للسلطة للمدنيين وعدم إعداد الدستور الجديد تحت حكم العسكر والمطالبة بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري وإقالة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وقد انتشرت في ميدان التحرير لافتات والإعلام السوداء للتيار السلفي وسيما لافتات أنصار المرشح السلفي المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل الذين يعتصمون بميدان التحرير منذ 6 أيام.وكانت العديد من الأحزاب والائتلافات والحركات الثورية أعلنت مقاطتعها لمظاهرة اليوم التي وصفوها بأنها "مليونية تصفية الحسابات بين القوي الإسلامية والمجلس العسكري" ودعوا في تحرك مواز في أول ماي المقبل الذي يوافق عيد العمال العالمي للتنديد بنتائج الخوصصة والتأكيد على العدالة الاجتماعية وعلى قضايا العمال. وحسب هذه القوى فان الإسلاميين يسعون إلى تحقيق مطالب خاصة بكل تيار وتجاهل أهداف الثورة محل التوافق وأهمها تشكيل الجمعية التأسيسية من خارج البرلمان دون سيطرة تيار سياسى عليها وضرورة قيام البرلمان بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري وكشف حقائق الأحداث المتكررة في الفترة الأخيرة. فيما ترى أطراف أخرى أن عدم المشاركة ناتج عن عدم الاتفاق على أجندة محددة وواضحة لهذه المظاهرة والمطالب التي ترفع وهذا ناجم عن وجود ضبابية بشان تحقيق الأهداف الكبرى للثورة.وتعد هذه المظاهرة التي تأتي قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق الحملة الانتخابية بصفة رسمية للرئاسيات في مصر المقررة يوم 23 ماي القادم أولى عمليات التعبئة والتجنيد التي يقوم بها التيار الإسلامي تحسبا لخطة توافقية فيما بينه لدخول المنافسة الانتخابية المقبلة موحدا في ظل تنامي مؤشرات انخفاض شعبية هذا التيار في الشارع المصري نتيجة التوترات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد منذ سيطرته على البرلمان بداية العام وعدم وجود أي أفاق للانفراج. وهناك ثلاث مرشحين يتنافسون على الوعاء التصويتي لليتار الإسلامي وهم محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين المؤثرة في المجتمع المصري والمعروفة بهيكلها التنظيمي الحازم وكذا المرشح عبد المنعم أبو الفتوح المنشق عن الإخوان والمرشح سليم العوا المفكر الإسلامي والمحسوب على الإسلاميين في وقت أن قوى إسلامية مهمة مثل الجماعة الإسلامية وحزب النور السلفيين لم يحسم بعد خياراتها الانتخابية من بين المرشحين.