تواصل التيارات السياسية الثورية في مصر استعراض القوى فيما بينها عبر ميدان التحرير بالقاهرة، وتستعد حركة ”6 أفريل”، للخروج غدا في مليونية جديدة بعنوان ”الإصرار على استكمال الثورة” بعد قيامهم بمقاطعة مليونية الجمعة الماضية التي نظمها الإخوان للمطالبة بعزل ”فلول” النظام السابق. قبل حوالي شهر عن بداية الانتخابات المصرية المقررة على دورتين، تبدأ بنهاية الشهر القادم، عادت القوى السياسية والثورية إلى ميدان التحرير فيما يبدو محالة لاستعراض القوى، ويسعى الإخوان المسلمون للتواجد وبقوة في مليونية غد التي دعت لها حركة 6 أفريل التي قاطعت مليونية الجمعة السابقة. وتأتي دعوة حركة شباب 6 أفريل بحسب منظمها لمواجهة مخطط ”خطف الثورة” سواء تلك التي تقوم بها التيارات الإسلامية أو ”فلول” نظام مبارك، كما تهدف حركة 6 أفريل للاحتجاج على ما وصفوه ”تلميحات المجلس العسكري بتأجيل الانتخابات الرئاسية حتى الانتهاء من وضع الدستور”، إلى جانب المطالبة بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري، التي تمنح اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية حصانة مطلقة وتمنع الطعن على قراراتها. وأطلق شباب 6 أفريل على جمعة غد ”الإصرار على استكمال الثورة”، كما تسعى حركة 6 أفريل بحسب البيان الصادر عن مكتبها حول المليونية بضرورة توحيد المرشحين المخلصين والثوريين في جبهة واحدة، ووضع خطة محددة لاسترداد الأموال المصرية المنهوبة من الخارج، وتفعيل الحد الأدنى والأقصى من الأجور وتفعيل الرقابة على الأسواق. من جهتها أكدت جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في المليونية وذلك لدعم أهداف الثورة والوقف ضد عودة ”فلول” نظام مبارك إلى السلطة، وضرورة محاكمتهم بتهمة إفساد الحياة السياسية، وقال المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان إن نزول الجماعة مجددا إلى الميدان يدفعه إحساس بأن إرادة الشعب تهدر والثورة تسرق، وأن انقلابًا يجري عليها، بهدف إعادة إنتاج النظام السابق بنفس الوجوه. هذا ويواصل أنصار المرشح السلفي حازم أبو إسماعيل الذي أقصي رسميا من سباق الرئاسة المصرية، اعتصامهم في ميدان التحرير للمطالبة بإلغاء القانون الذي أقصى أبو إسماعيل، ويعتبر اعتصام أنصار أبو إسماعيل أمام لجنة الانتخابات وميدان التحرير تحديا كبيرا أمام نجاح مليونية غد، خصوصا بعد قيام أنصار أبو إسماعيل بنصب خيام لبدء اعتصام دائم في الميدان، احتجاجا على ما وصفوه ”المؤامرة التي يتعرض لها أبو إسماعيل من جانب المجلس العسكري والولايات المتحدة الأمريكية” برفض الطعن على استبعاده من سباق انتخابات الرئاسة. أما المرشح الإخواني الأساسي خيرت الشاطر والذي تم استبعاده هو الآخر من سباق الرئاسة، فقد دعا أمس إلى الخروج في ثورة جديدة متهما المجلس العسكري واللجنة العليا للانتخابات والمخابرات المصرية بعقد صفة فيما بينهم من أجل إقصاء أقوى مرشحي الإخوان للرئاسة المصرية، وقال الشاطر أمس: ”إننا لن نتوقف عن استكمال مسيرتنا، فما أثرت فينا السجون ولا المحاكمات ولا حملات الإعلام الظالمة لتشويهنا ومصادرة أموالنا وإغلاق شركاتنا وحرمان أبنائنا من التعيين في وظائف الدولة”. أمام حالة الاحتقان الحاد بين التيارات السياسية الثلاثة الأبرز في مصر، يسعى أنصار اللواء عمر سليمان الذي تم استبعاده هو الآخر من سباق الرئاسة، إلى الخروج في مسيرات احتجاجية على قرار الإقصاء، كما أكد مؤيدو اللواء عمر سليمان بأن اعتصامهم غدا هو رسالة للطعن على قرار الإقصاء الذي تعرض له مرشحهم، كما أنهم بحسب تصريحات رئيس الحملة للانتخابية لعمر سليمان، يهدفون إلى إقناع عمر سليمان ب بتأسيس حزب سياسي ليكون تعوضاً عن الخروج من سباق الرئاسة.