حذر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية من تفاقم المشاكل الأمنية فى سيناء، حيث قال الخبير فى شئون الشرق الأوسط بالمجلس ستيفين كوك إنه ما لم تتنبه الولاياتالمتحدة للخطر الذى تمثله سيناء، واضطرار الإسرائيليين إلى الرد على أى هجوم إرهابى يستهدفهم قادم منها، فإن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ستنتهى. كما أوضح كوك أن هناك مؤشرات على احتمال حدوث مشكلة بين القاهرة وتل أبيب بسبب سيناء، وذلك بعدما تم الإعلان فى إسرائيل عن حشد قوات الاحتياط على الحدود مع مصر كإجراء وقائى نظرا لاحتمالات تأثير عدم الاستقرار فى مصر وسوريا على أمن تل ابيب. وقال المجلس الأمريكى رغم أن هذه القضية مستمرة منذ الصيف الماضى، إلا أنها بدأت فى الاشتعال الآن، ففى 24 إبريل الماضى، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو سيناء بالغرب المتوحش، وكان ذلك ردا على تفجير خط الغاز للمرة الرابعة عشر، وقال المركز أن قلق إسرائيل أعمق الان فالأمر أكبر من مجرد صفقة تجارية فتل أبيب تدرك الآن أنها فى خطر. مشيرا إلى أن سيناء تمثل ملاذا لتهريب المخدرات والإتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والمتطرفين من كل الأنواع بدءا من التكفيريين إلى الجهاديين المصريين والفلسطينيين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة، وأوضح أن الحل الواضح لمشكلة الأمن فى سيناء هو نشر مزيد من القوات المصرية فى المنطقة، وهى خطوة لابد من موافقة الجانب الإسرائيلى عليها وفقا لمعادة السلام. وأشار إلى أن الإسرائيليين بدأوا يميلون بالفعل إلى الموافقة وأعطوا المجلس العسكرى الحاكم فى مصر الكارت الأخضر لعملية "النسر" فى الصيف الماضى، بينما أشار وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك إلى أن تل أبيب راغبة فى إعادة النظر فى القيود المفروضة على القوات المصرية فى سيناء. من جهته يدعو الكاتب واشنطن إلى أن تفعل ما بوسعها لوقف أى شىء من شانه أن يؤدى على عنف بين مصر وإسرائيل، على أساس أن معاهدة السلام بينهما واحدة من الركائز الأساسية للسياسة الأمريكية فى الشرق الأواسط. وأوضح أن هناك حاجة شديدة إلى الضغوط الدبلوماسية المكثفة. ورأى كوك أن الحل يتم من خلال التعزيز السياسى لفريق المراقبين المتعدد الجنسيات فى سيناء على أن تضمن لها واشنطن مكانة مهمة فى التنسيق بين المصريين والإسرائيليين حتى لو كانت العلاقات جيدة بين جيشى الطرفين. أما الخطوة الثانية، فيتعين على الولاياتالمتحدة أن تشارك فى بعض خطط الطوارئ الخاصة بسيناء، ورغم وجود مشاركات من هذا القبيل من قبل إلا أنها ليست جادة.