أكدت مصادر محلية متطابقة بالرقيبة، أن عائلات طلبة مدرسة "البيان" القرآنية بالوادي الذين اختفوا منذ أكثر من شهرين كاملين، قد أجروا يوم أمس الأول اتصالا هاتفيا مقتضبا كشفوا فيه عن تواجدهم بأحد المعسكرات التابعة لإحدى فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، دون أن يحددوا بالضبط تسمية المحافظة أو المنطقة التي يتكلمون منها. وقد نفى قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالوادي، أن تكون مصالحه قد تلقت هذه المعلومة إلى غاية أمس، واكتفى بالقول أن المعلومات الشحيحة المتوفرة إلى حد الآن بخصوص هذه القضية ترجّح فرضية التحاقهم بإحدى الجماعات الإرهابية التي تنشط على مستوى محور الواديتبسة. وكانت أحاديث مفصلة يتداولها الشارع المحلي في كل من الوادي والرقيبة، تتضمن تلقي إحدى عائلات الطلبة المختفين مكالمة هاتفية من ابنها المتواجد خارج أرض الوطن، دون أن تكشف هذه العائلة عن محتوى هذه المكالمة ولا مصدرها، مكتفية بالقول أنها تتضمن تصريحا علنيا بوجود ابنها حيا ويتمتع بصحة جيدة، طالبا منها الدعاء له بالالتحاق قريبا بقوافل الشهداء في أرض الإسلام، وهو ما يفسر أن هذه المكالمة تكون بالدرجة الأولى صادرة عن أحد المعسكرات التابعة لتنظيم إرهابي المسمى ب "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" بحسب طبيعة ونوعية هذه المكالمة المجهولة الترقيم. وفي انتظار التأكد من مصدر المكالمة وموقعها، فإن منطقة الوادي قد عرفت في الآونة الأخيرة تصريحا علنيا بالتحاق عدد من شبابها في كل من الطريفاوي، الدبيلة، الوادي والرقيبة بصفوف المقاومة العراقية والإعلان عن استشهاد بعضهم عندما أقام له أقرباؤه مجالس عزاء علنية. وكان 6 طلبة من مدرسة "البيان" لتحفيظ القرآن الكريم بحي القارة بالوادي، وتتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة، قد اختفوا مباشرة بعد حادثة اغتيال 8 أعوان من حراس الحدود بالوادي في ظروف غامضة، مما أدى بالبعض إلى ربط هذين الحادثين ببعضهما البعض، ويتعلق أمر الاختفاء للطلبة م.زواش، ق.دحده، ي.بريبش، ن.سڤني، والقاطنين بحي الخبنة 1كم عن مركز البلدية الرقيبة التي تبعد عن عاصمة الولاية الوادي بحوالي 35 كم، والذين كانوا يتابعون دروسهم في تحفيظ كتاب الله بمدرسة "البيان" بحي القارة الشعبي الواقع بوسط مدينة الوادي، والذين اتصلوا بعائلاتهم بعد أسبوع من اختفائهم يؤكدون أنهم بصحة جيدة، دون تحديد مكان تواجدهم، والذي رجحته منذ البداية مصادر محلية أن يكون خارج الوطن. وقد سبق لمنطقة الرقيبة على وجه الخصوص، أن عرفت التحاق 4 شبان عام 1999 بالجماعات المسلحة، بالإضافة إلى اختفاء أحد المتورطين في عملية اختطاف ابن الملياردير السوفي، ويتعلق الأمر بالإرهابي المسمى خليفة قعيد والذي أكدت بشأنه مصادر أمنية أنه موجود حاليا في جبال جرجرة في منطقة القبائل بعد أن انشق عن "كتيبة الفتح" التابعة ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، والتي تنشط كما هو معلوم بجبال أم الكماكم بولاية تبسة.