أصدرت هيئة محكمة جنايات تيزي وزو حكما علنيا حضوريا بخمسة عشرة سنة سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 300.000 دج في حق إمام ومدرس القرآن بإحدى قرى فريقات وهي "بوهاتن" بتهمة الفعل المخل بالحياء على قصر لم يتجاوز سنهم 16 سنة، وهم على التوالي الفتاة (ب.نوارة) من مواليد 1995، (ع.داوود) من مواليد 1998، (ع.مراد) من مواليد 1996. وكان هذا الإمام الذي بدأ عمله كمتطوع، التحق بقرية "بوهاتن" في أواخر شهر ديسمبر ولم يكن لديه عائلة بمنطقة القبائل تماما، لأنه من ضواحي بلدية "حزار" بولاية باتنة. قدم إلى القرية وعرض على أهلها أن يأمهم في الصلاة ويدرس أبناءهم القرآن الكريم والسيرة النبوية، وهي الثقة التي منحها إياه هؤلاء القرويون الذين لم يكن لهم بالقرية إمام وتضامنوا معه لدى مديرية الشؤون الدينية لتسلم له رخصة الإمامة وتعليم القرآن بمسجد قرية "بوهاتن" بتاريخ 23 جانفي 2007. ولأنه لم يكن له منزل ولا عائلة، فلم تمنحه المديرية منزلا، جهّز له أهل القرية بيتا من إحدى القاعات المتواجدة بالمسجد واختاروا له إحدى البنات من أشرف العائلات بالمنطقة لتزويجه إياها وبدأ التحضير للعرس، ولم يبق للاحتفال بالعرس إلا أسبوع من تاريخ إيداع أول شكوى ضد هذا الإمام بتاريخ 05 أفريل 2007، حيث تقدّم الأب (ع.ناصر) أب (ع.مراد) وأودع شكوى ضد إمام المسجد المدعو "س.ياسين" للأفعال المخلة بالحياء التي مارسها على إبنه القاصر ثلاث مرات متتالية، الأب اكتشف ذلك بعد أن رفض ابنه الذهاب إلى المسجد في مواعد الدروس القرآنية، حيث يتعذر بأتفه الأسباب للمقاطعة، ما أثار غضب الأب، إلى أن أفصح الابن عن أسباب عزوفه عن الذهاب إلى المسجد وحكى لأبيه ما يقوم به هذا الإمام عليه، وقال أنه وبتاريخ 01 / 04 / 2007 في حوالي الساعة الخامسة مساءا كان يتلو القرآن رفقة أصدقاء في المسجد، فجأة طلب منه المعلم (المتهم) الذهاب لشراء مشروبات غازية، ولما عاد وجده في غرفته المتواجدة فوق سطح المسجد، فأدخله وأقفل الباب ومارس عليه الفعل المخل بالحياء بعد أن جرّده من ملابسه، كذلك كان يفعل مع الأطفال الآخرين، حيث علمنا من مصادر عليمة بملف القضية أن 18 طفلا آخر تعرّض لنفس الفعل، لكن لم يودع أهاليهم شكوى ضده بسبب الطابوهات التي تتحكم في عقلياتهم. أما بالنسبة للطفلة (ب.نوارة)، فقد قدّمت أمها يوم 06 / 04 / 2007 من مصالح الدرك بفريقات وأودعت شكوى ضد الإمام بتهمة التحرش الجنسي على ابنتها القاصر التي حكت بالتفصيل عند مثولها أمام المحكمة ما فعله بها المتهم عندما التقى معها، وكانت مارة من أمام المسجد وحاول استدراجها إلى داخله وقال لها أن هناك مسابقة لقراءة القرآن وحاول لمسها على مستوى مؤخرتها، فهربت. المتهم فاجأ موكله أثناء الجلسة بإنكار كل التهم المنسوبة إليه، بعدما اعترف بكل التهم أثناء جميع مراحل التحقيق، وليرجع أسباب التهم إلى مؤامرة حيكت ضده لأسباب سياسية تتعلق بالمنطقة، وأن شخصين من القرية هما سبب ذلك، لأن طريقة آذانه كانت تزعجهم وتوقظهم من النوم، وأنه كان يتودد إلى الأطفال وحتى الطفلة (ب.نوارة) منحها مبلغ 420 دج، لأنها يتيمة الأب وقد حكت له مأساة عائلتها.