- لقد أرسلك أبي حتى تعرفي أين كنت؟ أليس كذلك؟ طأطأت سلمى رأسها بالإيجاب وحاولت الكلام، إلا أن سمية سارعت كعادتها بالصراخ، وخرجت من الغرفة باتجاه أبيها، فتحت باب غرفته بقوة ولو استطاعت لاقتلعت الباب.. لم تجد أحدا، نزلت السلم واقتحمت الصالون، كان والدها رفقة ضيف، إنها امرأة... احمر وجهها من الخجل، حاولت بعدها التراجع إلا أن والدها نادى عليها. - سوسو تعالي إنها صديقة والدتك.. تعالي وسلمي عليها. - مساء الخير، أهلا بك؟ بمجرد أن سلمت عليها، خرجت سمية وطلبت من الخادمة أن تقدم شيئا للضيفة، ولم تحاول سمية أن تتعرف أكثر بالسيدة الأنيقة جدا، سارعت إلى غرفة أختها لتخبرها عن الأمر... وجدت أختها أمام المرآة مرتدية تنورة بيضاء قصيرة وقميصا أصفر، واضعة الإكسسوارات التي تتلاءم مع الثوب. - هل ستخرجين الآن.. - بالطبع لا، أردت اختيار الثوب لكي ألبسه يوم غد إن شاء الله. - آه، سلومة، ألا تضجرين بوقوفك أمام المرآة ليل نهار؟ - وأنت ألا ترين أنه من الهبل أن نحب إنسانا مات منذ أربعين عاما؟ كانت تعني بذلك شي غيفارا ... تشابكتا في الكلام حتى كادت أن تمسك إحداهما بالأخرى، خرجت سمية... وبمجرد وصولها إلى غرفتها، تذكرت أنها لم تقل لسلمى عن وجود ضيفة في المنزل، عادت أدراجها وفتحت الباب من جديد.. - سلمى حبيبتي، أتدرين من في الصالون؟ - من يا ترى؟ ردت عليها من دون أن تلتفت إليها.. - يقول أبي إنها صديقة أمي.. لكن أشك في ذلك.. كيف تظهر صديقة لأمي بعد غياب 13 سنة، يبدو أن أباك يريد الزواج... خصوصا.. وخصوصا أنها امرأة جميلة، أنيقة، شعرها أشقر و.... - وتركته معها! أنت غبية ... بسرعة البرق نزلت سلمى، إلا أنها لم تجد أحدا في الصالون، لم تستطع أن ترى السيدة الأنيقة جيدا، بنظرات فضولية تتبعت خطواتها عبر نافذة الصالون إلى أن غابت عن الأنظار. لم تنتظر سلمى جلوس أبيها على الأريكة، ليسترجع أنفاسه، خاصة وأنه رافق السيدة إلى غاية الباب الرئيسي للفيلا.. - أبي من هذه الضيفة؟ - أظن أن سوسو أبلغتك.. قام وصعد السلم باتجاه غرفته.. رغم رزانة سلمى، إلا أن علي يحس أنه يميل لابنته البكر ويفضلها على الصغرى، وكان في بعض الأحيان يؤنب نفسه على ذلك، حتى عندما يسافر إلى فرنسا كان يتفقدها بالهاتف ويكلمها دوما. دخل الغرفة وأغلقها بالمفتاح حتى لا تحاول إحداهما اقتحام الباب.