لوبيات بشواطئ الجزائر تحكم قبضتها وتفرض النظام تعرف شواطئ العاصمة طيلة موسم الصيف حركية كبيرة وتستقطب عددا هاما من السياح والمصطافين الوافدين على شواطئ الجزائرالبيضاء التي توفر جوا مفعما بالنشاط والحركية الدائمين على مستوى جميع إقليم الولاية، ما يجعلها من بين أهم الولايات المستقطبة لمجموعة من الاستثمارات السياحية نظرا للشريط الساحلي الكبير الذي تمتد عليه، لكن شواطئ هذه الأخيرة لا تخلو من الظواهر الغريبة، أثارت انتباه روادها الى حد الاستغراب. ولعل أهم هذه الاستثمارات والظواهر الغريبة في نفس الوقت التي يصنعها معظم الشباب العاصمي على امتداد الشريط الساحلي العاصمي، "كراء البراصول"، مهنة أخرى يعمل الشباب العاصمي على امتهانها والتنافس الشديد عليها طيلة العام للظفر بأحد الشواطئ والاستيلاء عليها ليعيل عائلته من خلال نشاط كراء الشمسيات وألواح التزلج على الماء، وكل ما من شأنه أن يعود عليهم بنشاط مربح خلال فصل الصيف على الشواطئ العاصمية التي يحولها هؤلاء الشباب إلى مأوى لتكوين عصابات كراء "البراصول" والاستحواذ على الشواطئ دون إذن من السلطات المعنية ليفتح بهذا المجال أمام بعض ممارسات بعض الفئات الاستغلالية التي أضحت تنافس هؤلاء الشباب على لقمة العيش التي يجنونها من هذه النشاطات. عصابات" البراصول" تستولي على شاطئ النخيل والشاطئ الأزرق تشهد الشواطئ الشرقية للعاصمة إقبالا منقطع النظير من طرف السياح الأجانب والمصطافين على حد سواء، كما تعرف هذه الشواطئ موجة استيلاءات كبيرة من طرف الشبان الذين يقطنون بالمنطقة والذين تعودوا على كراء هذه الشواطئ من طرف الولاية في السنوات القليلة الماضية. وحسب ما اطلعت عليه "النهار" من مصادر موثوقة، فإن بعض المجموعات المنظمة أصبحت تستولي على هذه الشواطئ، وبدورها تمنع أي مصطاف من وضع شمسيته في المناطق المخصصة لها، خاصة إذا كانت في مقدمة الشاطئ، ما دفع بالعديد من المصطافين إلى أن يدخلوا في شجار مع هؤلاء الشباب لينتهي المطاف بأحدهم في المستشفى بسبب التصرف الطائش لهؤلاء الشباب. وحسب تصريح بعض المصطافين ل"النهار" فإنهم ملزمون في كل مرة بكراء هذه الشمسيات لتفادي الدخول في شجارات مع هؤلاء الشبان، وقد علمنا أن أحد الشباب تعرض لضرب مبرح من طرف أحد هؤلاء الشباب نقل على إثره إلى المستشفى بسبب احتجاجه على ثمن كراء هذه الشمسيات، والحادثة ليست هي الأولى أو الأخيرة على مستوى هذه الشواطئ، إذ تعرض رب عائلة للضرب المبرح بواسطة قضيب حديدي بسبب شتم أحد هؤلاء الشباب الذي أراد التحرش بابنته. ولدى انتقالنا إلى شاطئ "الكيتاني" بوسط العاصمة وجدنا المكان يعيش حالة جد متقدمة من التدهور وينذر بوقوع كارثة بيئية وشيكة بسبب انتشار الأوساخ والفوضى التي تعم الشاطئ، لكن بالرغم من هذا وجدنا أن الشبان الذين يسيطرون على نشاط كراء الشمسيات ينتشرون كالفطريات، والوضع غير بعيد عن الحالة التي تعيشها شطآن الجهة الشرقية للعاصمة، أسعار غير معقولة لكراء الشمسيات، تهديدات، اعتداءات متكررة على المواطنين، آخرها كان الخميس الفارط بسبب مناوشات وملاسنات بين هؤلاء الشبان أدت إلى وقوع سبعة جرحى، واحد منهم تعرض لطعنات بسكين نقل على إثرها إلى المستشفى متأثرا بجروحه. نشاط يدر الملايين على ممارسيه.. والقانون خارج مجال التغطية يدر هذا النشاط أرباحا كبيرة ما جعله يدخل في النشطات والتكتلات التي يغتنمها بعض الذين يرغبون في زيادة أرباحهم دون تعب مستغلين بذلك بعض الشباب المغلوب على أمرهم. وحسب ما اطلعنا عليه من بعض المصادر المقربة من أصحاب هذه النشطات فإن ثمن كراء هذه الشواطئ كان في حدود 10 آلاف دينار و15 ألف دينار قبل أن يقرر والي الجزائر توقيف هذه الممارسات، لأن الشاطئ يعتبر ملكا للجميع ولا يمكن كراؤه، وعن ثمن كراء الطاولات والمقاعد، قال لنا بعض هؤلاء الشباب إن السعر يختلف بين الفترات الصباحية والمسائية، حيث يكون سعر كراء الشمسية وحدها 250 دينار في الفترة الصباحية وفي الليل ينزل إلى 150 دينار جزائري، أما الشمسية المصحوبة بطاولة وكراسي فيصل إلى 450 دينار جزائري طوال اليوم، لينزل خلال الفترة المسائية إلى 200 دينار جزائري. اعتبرها بعض رؤساء البلديات الساحلية الوضعية القانونية لمثل هذه الممارسات خرقا واضحا وصريحا لتعليمة والي الجزائر الذي منع مثل هذه التصرفات منعا باتا واعتبرها غير شرعية من طرف هؤلاء الشباب، من جهة أخرى لا يمكن لرجال الأمن التدخل لحل النزاعات فيما يخص هذا النشاط لأنها ليست من مسؤوليتهم، في حين تبقى دار لقمان على حالها، والسلطات المعنية لا يمكنها كبح الظاهرة فيما يخص الاستيلاء على الشواطئ العاصمية قبل حلول فصل الصيف بشهور.