وتشير دراسة أنجزها مركز مكافحة الإرهاب التابع لأكاديمية "وست بوينت" العسكرية على الوثائق التي عثر عليها الجيش الأمريكي في مدينة سنجار العراقية في أكتوبر الماضي، والتي تضم قوائم المنخرطين في ما يعرف بحركة المقاتلين الأجانب، بين أوت 2006 وأوت 2007 ، والمقدر عددهم ب 606 مقاتل ، إلى تراجع عدد الجزائريين المقاتلين في العراق الى 7 بالمائة ، رغم انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى القاعدة والتنسيق في عمليات التجنيد، وهو ما يفسر ما تردد عن استغلال القاعدة في المغرب الإسلامي للانتحاريين المجندين للمقاومة في العراق، على أساس أنه جهاد ومقاومة شرعية تهدف الى مواجهة المحتل الأمريكي، في مشا ريعها الإجرامية في الجزائر. ويتضح تناقص عدد الجزائريين أكثر عندما نقارنه مع عدد الليبيين واحتلالهم المرتبة الثانية ب 19 بالمائة بعدما كان عددهم لا يتجاوز 4 بالمائة، وذلك بعد السعوديين ب 41 بالمائة و قبل السوريين ب 8 بالمائة، وهو الأمر الذي سجله التقرير بقوة، ورده إلى انضمام الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية إلى القاعدة منذ نوفمبر المنصرم ، في حين احتل المغرب المرتبة الأخيرة ب 6 بالمائة، ويأتي بعدهم الأردنيون واليمنيون. و أبرزت مقاطع التقرير، التي كشف عنها ، مخاوف الأمريكيين من ظاهرة انتشار الطلبة الجامعيين وسط المقاتلين، بعضهم مهندسون ، أطباء، وأساتذة ، وصغر سنهم الذي يتراوح معدله بين 23 و 25 سنة، بل أن أحدهم لم يتجاوز عمره ال15 عاما، وهو ما اعتبره الخبراء الأمريكيون "مثيرا للانزعاج"، مشيرين إلى "تحريض جيل جديد من الجهاديين على الانضمام إلى القتال في العراق أو التخطيط لعمليات في أماكن أخرى"، والى أن "الجامعات أصبحت ميدان تجنيد حيوي للقاعدة"، ليصولوا إلى أنه "مادامت القاعدة قادرة على اجتذاب مئات الشبان على الانضمام إلى صفوفها ، فإنها ستبقى تهديدا خطيرا للأمن العالمي". كما أوضح التقرير الذي جاء تحت عنوان" المقاتلون الأجانب في صفوف القاعدة.. نظرة أولية على قوائم سنجار"، أن هناك تنسيقا لوجستيا بين الجماعات المنضوية تحت القاعدة، وخاصة بين الجماعة الليبية المقاتلة و الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية وتنظيمات أخرى في مصر.