أعربت ألمانيا اليوم الجمعة عن ارتياحها لدعوة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان إلى وقف إطلاق النار في خطوة لإنهاء الصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا الذي استمر نحو 30 عاما. واعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله دعوة الزعيم الكردي بمثابة "خطوة عظيمة على طريق صنع الثقة المتبادلة بين الطرفين الكردي والتركي". وقال فيسترفيله في تصريح ببرلين نشرته وسائل إعلام ألمانية اليوم "الآن اصبح من اللازم أن يتبع الأقوال خطوات ملموسة وأن يسكت السلاح بصورة فعلية". وتابع فيله "إن من شأن هذا الإعلان أن يتيح وضع اتفاقيات سياسية بالمنطقة يمكن أن يتم من خلالها وضع حد للمواجهات والعنف بصورة دائمة ووضع تصورات لوجود المواطنين الأتراك من أصل كردي بصورة مشروعة في إطار الدولة التركية". ودعا زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان امس الخميس متمردي حزب العمال الكردستاني إلى "إلقاء السلاح" والانسحاب من الأراضي التركية مؤكدا أن الوقت حان "لتغليب المسار السياسي". وقال أوجلان في رسالة تلاها نائب من حزب" السلام والديمقراطية "في ديار بكر (جنوب شرق) تركيا أمام مئات الآلاف من الأشخاص "وصلنا إلى مرحلة يجب أن يصمت فيها السلاح (...) وأن تنسحب العناصر المسلحة إلى خارج حدود تركيا". واضاف "أقولها أمام ملايين الناس الذين يستمعون لندائي إن عهدا جديدا قد بدأ يجب أن يتم فيه تغليب السياسة وليس السلاح". ورحب وزير الداخلية التركي معمر غولر اليوم بدعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان المقاتلين الأكراد إلى وقف إطلاق النار. وقال غولر في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول إن "اللغة التي استخدمت هي لغة سلام" موضحا في الوقت نفسه أنه "ينتظر النتائج العملية" لهذا النداء. ويأتي هذا الإعلان في إطار مفاوضات مباشرة أجرتها السلطات التركية مع اوجلان منذ ديسمبر الماضي لوضع حد للنزاع الذي أسفر عن سقوط 45 ألف قتيل. وكانت الحكومة التركية قد كشفت في شهر ديسمبر الماضي عن بدء محادثات مع الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان بهدف إقناع أعضاء حزب العمال الكردستاني بالتخلي عن السلاح ووقف أعمال القتال. ويذكر أن حزب العمال الكردستاني يخوض قتالا ضد الدولة التركية منذ عام 1984 من أجل الاستقلال أو مزيد من الحكم الذاتي لمنطقة جنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية ويتهم أنقرة بالتمييز الممنهج ضد الأكراد.