الشابة الزهوانية دشنته سهرة أول أمس بالغياب وكشفت رأس الخيط تعيش ولاية قسنطينة هذه الأيام على وقع فضيحة مدوية، على خلفية إشاعة تنظيم مهرجان يسمى "ليالي سيرتا"، كان مقررا أن تنطلق فعالياته أول أمس الاثنين بمسرح الهواء الطلق بقسنطينة، ويحييه حسب من ادعوا برمجته - من خلال الملصقات الحائطية التي لم يترك سورا ولا عمودا إلا وعلقوها عليه - كوكبة من الفنانين الجزائريين واللبنانيين، على غرار الشاب خالد، الشابة الزهوانية والفنانة اللبنانية نانسي عجرم، وكان من المفروض - حسب الزعم دائما - أن تحيي ليلة الافتتاح الشابة الزهوانية، لكنها سجلت غيابها وأثارت العديد من علامات الاستفهام حول أسباب التأجيل، ليكون ذلك بمثابة رأس الخيط في كشف "وهمية" المهرجان وأنه لا وجود له في الواقع سوى في مخيلة أصحابه، كما أنه لم يعتد بالخطوات المعمول بها في تظاهرات دولية من هذا النوع، حسب مدير الثقافة الذي تنقلت "النهار" إلى مكتبه، فأكد أنه لولا رؤيته للملصقات المنتشرة عبر كامل تراب الولاية لما علم بخبر المهرجان، فضلا عن اطلاعه على بعض الأخبار في الجرائد الوطنية التي اعتبر بعض صحفييها متواطئين مع منظم المهرجان الذي تلاعب بمشاعر آلاف القسنطينيين. وأكد محدثنا أن المهرجان وهمي وأن منظميه الافتراضيين ارتكبوا جريمة دنيئة كان بطلها "محتال من الدرجة الأولى"، على حد وصفه، ورعاية صاحب إحدى المسابح الخاصة بالمدينة. واستفاض في الحديث قائلا إن مديرية الثقافة لم تتلق أي طلب لإحياء ما يعرف بمهرجان "ليالي سيرتا"، وأن تظاهرات من هذا النوع تتطلب 10 آلاف مقعد على الأقل، وهو ما لا يتوفر عليه مسرح الهواء الطلق بقسنطينة، فضلا عن أن الاجراءات الادارية - حسب محدثنا - غائبة تماما، كالمنشور الوزاري الذي يصدر في النشرية الرسمية. هذه التصريحات جعلت من حضور نانسي عجرم وتامر حسني إلى قسنطينة ليس سوى أكذوبة، تبقى أغراض صاحبها منها مجهولة، وكأن حظ القسنطينيين أن يقعوا ضحايا احتيالات من هذا النوع بعد أن سبق وأن تاجر أحدهم قبل ذلك بأحلام أنصار شباب قسنطينة ووعدهم بالمستحيل قبل أن يفر إلى النرويج بعد أشهر من التهويل الاعلامي، وهو نفس التهويل الذي تفاعل معه القسنطينيين الذين استحسنوا كثيرا فكرة مهرجان دولي ينزع عن مدينتهم ثوب الحزن التي تكتسيه منذ سنوات ويرفع عنها الجمود الصارخ الذي تعيشه؛ فبدأت رحلة البحث عن مكان بيع التذاكر مبكرا لدى البعض. وفي حديث ل"لنهار" مع مواطني قسنطينة، كشف أحدهم أنه على استعداد لشراء تذكرة الدخول إلى حفل نانسي عجرم حتى لو وصل سعرها إلى 10 آلاف دج. وعن الإجراءات التي ستتخذها المصالح المعنية، أردف مدير الثقافة لولاية قسنطينة أن القضية في أيدي المصالح الأمنية التي بدأت عملية التحقيق والتحري حول من تسبب في التلاعب بمشاعر المواطنين والذي اختفى عن الأنظار حوالي 5 أيام قبل موعد انطلاق المهرجان وصار الوصول إليه مستحيلا.