يعرف النمو الاقتصادي في إفريقيا جنوب الصحراء أرقاما قياسية سيما بفضل ارتفاع أسعار المواد الأولية و ارتفاع مصاريف الاستهلاك في القارة و لكن الفقر يبقى قائما حسبما أوضح أمس الاثنين البنك العالمي.و حسب هيئة بروتون وودس فان آفاق النمو على المدى المتوسط لهذا الجزء من إفريقيا من المفروض أن تبقى مرتفعة بأزيد من 5 بالمائة بين 2013 و 2015 كما سيدعمها الاقتصاد العالمي الذي يسجل تحسنا مستمرا و الأسعار المرتفعة للمواد الأولية و كذا ارتفاع الاستثمارات في المنشئات الإقليمية و التجارة و نمو المؤسسات. و لكن نائب رئيس البنك العالمي السيد مختار ضيوف فقد أشار إلى ضرورة تحقيق تقدم أسرع في مجالات مثل الأمن الغذائي و الحصول على الكهرباء في المناطق الهشة للساحل و للقرن الإفريقي. و أشار أيضا إلى انه بالإضافة إلى التشغيل فان زيادة معتبرة في الإنتاجية الطاقوية و الفلاحية ضرورية لتحسين نوعية حياة الأفارقة و تقليص الفقر بطريقة معتبرة في كامل القارة. و أكد البنك العالمي من جهة أخرى أن الاكتشافات الأخيرة للبترول و الغاز الطبيعي و النحاس و مواد معدنية إستراتيجية و كذا توسيع العديد من المستثمرات المنجمية و بناء منشئات جديدة في بعض البلدان منها النيجر و كل هذا رافقته حكامات سياسية و الاقتصادية أفضل قد غذت الارتفاع في النمو الاقتصادي في كامل القارة. و أضاف البنك العالمي انه نظرا للمداخيل الكبيرة التي تجلبها المعادن الجديدة في كامل المنطقة يتعين على "البلدان الغنية بالثروات أن تستثمر بصفة عقلانية" هذه الأرباح الجديدة قصد تحسين الصحة و التربية و التشغيل و كذا تقليص فقر المواطنين إذا أرادوا تحسين آفاقهم للتنمية الوطنية. و منذ سنة 2000 تجاوز الارتفاع الإجمالي لصادرات بلدان إفريقيا جنوب الصحراء نحو الأسواق الناشئة مثل الصين و البرازيل و الهند و نحو بعض بلدان المنطقة تجاوز الصادرات الموجهة نحو البلدان المتقدمة. و على الرغم من مرور عشرية على النمو الاقتصادي لم تتمكن إفريقيا بعد من تقليص الفقر في القارة بالقدر الكافي.