وجه أصحاب المستثمرة الفلاحية الجماعية رقم 30 بالشعيبة ولاية تيبازة شكوى إلى وزير الفلاحة تحصلت "النهار" على نسخة منها طالبوه من خلالها التدخل العاجل لدى الهيئات الوصية من أجل تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة لصالح مستثمرتهم والمتضمنة طرد أكثر من 34 شخصا من مزرعتهم التي شيدوا بها بناءات فوضوية على حساب مساحات زراعية خصبة أفقدها الإسمنت المسلح طابعها الخاص. تتربع المستثمرة الفلاحية الجماعية رقم 30 المسماة سابقا بمزرعة بوعزيز الواقعة بالشعيبة ولاية تيبازة على مساحة إجمالية قدرها 29 هكتارا لم يتبق منها - حسب رئيس المستثمرة السيد بوعبيدة مكي - إلا القليل بفعل البناءات الفوضوية التي بدأت في اجتياحها منذ مطلع سنة 1993 حيث أقدم ما يفوق عن ال34 شخصا من مختلف المناطق، فر البعض منهم من بطش الإرهاب، على إنجاز سكنات بشكل فوضوي على أرض زراعية ملك لأصحابها الذين سارعوا آنذاك إلى مقاضاة المعتدين على أرضهم بعد فشلهم في استردادها بالطرق الودية وقد أثمر هذا الإجراء بصدور أحكام قضائية لصالح أصحاب المستثمرة؛ غير أنه والى يومنا هذا لم تطبق مما شجع مواطنين آخرين على تشييد بناءات غير قانونية بالمزرعة. وحسب رئيس المستثمرة، فإن هؤلاء المعتدين استغلوا الوقت الذي استغرقته عملية تحريك الدعاوى القضائية وانتظار صدور الأحكام وقاموا بإنجاز بناءات بواسطة الخرسانة والإسمنت المسلح، مضيفا بأنه لم يتمكن آنذاك بمعية زملائه من توقيف هذه الانتهاكات والتجاوزات التي حدثت أمام مرأى المسؤولين المحليين والقائمين على قطاع الفلاحة، الذين لم يحركوا لها ساكنا رغم ما قدم لهم من شكاوى ومراسلات. هذا الوضع الذي تسبب في هدر مساحات زراعية معتبرة حال دون تمكّن الفلاحين من استغلال أرضهم التي تعتبر مصدر عيشهم الوحيد، حيث تقلصت بفعلها المساحات المستغلة مما أثر سلبا على الظروف الاجتماعية للفلاحين الذين لم يتوانوا في الاستنجاد بكل الجهات المسؤولة في البلاد وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، حيث وجهوا له مؤخرا شكوى تتضمن مطالبتهم إيّاه بالتدخل لتطبيق الأحكام القضائية العالقة حتى يتمكّنوا من استرجاع أرضهم المسلوبة منهم. كما طالب الفلاحون وزير الفلاحة بالتدخل العاجل لتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة لصالحهم بعد أن باءت شكاويهم لدى المسؤولين المحليين على مستوى الولاية بالفشل. وقد أكد هؤلاء في شكاويهم ضرورة طرد المعتدين على مستثمرتهم منها وهدم كل البناءات الفوضوية التي شيدت بها بغير حق. وفي انتظار ذلك، تبقى معاناة هؤلاء الفلاحين مع المعتدين على أرضهم قائمة إلى إشعار آخر.