لا يزال مشروع إنشاء المدينةالجديدة درقينة بولاية بجاية حبيس الأدراج منذ أكثر من ثلاث سنوات على الرغم من الإعلان المسبق عن استفادة البلدية من مشروع كبير يتمثل في إنشاء مدينة جديدة بهذه البلدية والذي سيفضي في النهاية إلى حل عدد من المشاكل التي تعاني منها المنطقة ومواطنيها. ويأتي هذا بعد التوصل إلى فك الكثير من العقبات منها مسألة إيجاد العقار المناسب للشروع في هذا المشروع الحلم، وقد تم هذا بالموافقة مع ديوان أملاك الدولة ومصالح الفلاحة حسب تصريحات المنتخبين القدماء والذين أكدوا أنهم جنّدوا غلافا ماليا يفوق 200 مليون سنتيم تم صرفها دون أن يتحقق ولو جزء بسيط من هذا المشروع الذي تناساه المسؤولون مع مرور السنوات. وقد اتفق القائمون على تسيير دواليب البلدية في تلك الآونة على اختيار القطعة الأرضية بمنطقة اقني اعلي كوعاء عقاري لاحتضان المشاريع السكنية المرفقة وكذا بعض المنشآت القاعدية الخاصة بخصوصيات استحداث مشروع المدينة. والقطعة المختارة هي ملك مشترك بين مصالح الغابات والفلاحة وقد أعلن المسؤولون عن فك حواجز الإجراءات الإدارية مع هذين القطاعين استلموا الوعاء حسب ما أُبلغ عنه إلى العام والخاص بهذه البلدية. وقد أكد المنتخبون صرف ما يفوق 200 مليون سنتيم من خزينة البلدية وجه إلى إعداد دراسات تحليلية لنوعية التربة بناء على طلب مصلحة مكتب الدراسات الذي اشترط الحصول على نتائج إيجابية تسمح بإقامة المشروع في محيط مناسب. وتتعاقب السنوات وتتبخر معها أحلام تجسيد المشروع وسرعان ما تأكد أنه مجرد دعاية كيف لا وقد تناساه الجميع رغم صرف كل هذا المبلغ من أموال المواطنين. ولم يتأكد حتى اليوم ما إذا كان سبب توقف هذا المشروع الضخم راجع إلى عقبات عويصة منعت الاستمرار في إنجازه أم أن ذلك مجرد حكاية أكل عليها الدهر وشرب. ومن بين الوعود التي كان يتداولها المسؤولون بالبلدية أن هذا المشروع سيضع حدا لعدد من المشاكل التي تتخبط فيها البلدية بمواطنيها كمسألة افتقارها التام لفرص العمل، فهو مناسبة لخلق عدد معتبر من مناصب الشغل وكذا جلب قطاعات لإنشاء مشاريع سكنية بنوعيها مما يساعد البلدية من هذا الجانب القضاء على انشغالات تعد من القضايا العويصة كالبطالة وتوفير السكن، لكن هذا لم يتحقق. ويبقى الى حد هذه اللحظة مجرد حلم لا يزال الجميع ببلدية درقينة يتذكرون تلك الخرجة قبل خمس سنوات والتي وصفوها بالتاريخية في حال ما إذا تحقق فعلا وكأنهم لم يصدقوا هذا منذ البدية في انتظار أن يتحقق لعل وعسى أن يتم أحياؤه من طرف المنتخبين الجدد لبعث الحياة في آمال سكان البلدية خصوصا إذا علمنا أن المشاكل الكبرى التي كانت تعترض إتمام هذا المشروع قد حلت. وحسب البطاقة التكميلية التي حددت في سياق المشروع فقد تقرر إقامة أكثر من 200 وحدة سكنية في المرحلة الأولى مع إمكانية التوسيع لمشاريع سكنية أخرى مع مرور الزمن. والمهم اليوم هو العمل على رد الاعتبار لهذا المشروع لاستعادة الثقة في المسؤولين وهو مطلب لا مفر منه أو على الأقل التصريح بالفشل مهما كانت طبيعته ووجهته.