تعرضت غابات النخيل بحوض ورڤلة وما جاورها لحرائق متعددة زاد عددها عن 235 حريق بمختلف مناطق ورڤلة وبلدياتها، كان أخطرها ذلك الذي نشب بمنطقة "عين السكوتي" في الفاتح من شهر جوان الماضي، حيث أتت نيرانه على أكثر من 2000 نخلة مثمرة بالمنطقة غير أن هذا الحريق الخطير لم يكن الأخير من نوعه، إذ سجلت مصالح الحماية المدنية بمدينة ورڤلة تدخلا كبيرا لمصالحها في منطقة بني براهيم وكان ذلك بتاريخ الثامن عشر من شهر ماي المنصرم، حيث قضت ألسنة النيران المتصاعدة به والتي خلفت هلعا كبيرا وسط السكان على أكثر من 1000 نخلة مثمرة دفعة واحدة. وقد أتت الحرائق التي اجتاحت مناطق مختلفة من ولاية ورڤلة خلال الأشهر القليلة الماضية على 180 ألف متر مربع من المساحات الزراعية والأحراش العشبية خاصة تلك التي عكف على زرعها الفلاحون بداخل وعلى جنبات بساتين النخيل كمزروعات أغلبها معاشية. وقد عبّر مجموعة من الفلاحين خاصة بمنطقة سعيد عتبة بالجهة الشمالية وفلاحين من عين البيضاء الذين زرناهم في أوقات سابقة عن تأسفهم لتعرض بساتينهم لحرائق أتت على أجزاء كبيرة من محصول السنة الجارية، ففي الوقت الذي ينعم فيه بعض الفلاحين بتسويق منتوجاتهم في مناطق وولايات مجاورة لولاية ورڤلة والذي دخل أسواقها بأسعار كانت حتى وقت قريب ملتهبة، أصبح فلاحو ورڤلة يقلبون أيديهم على ما أنفقوا في بساتينهم وهي خاوية على عروشها وأضحت بعد الطلع والمنقر رمادا وهشيما تذروه الرياح. هذه الحرائق التي علّق عليها بعض الفلاحين بقرية الشط وسيدي خويلد بأنها تكون في غالب الأحيان مفتعلة وذلك لاستقطاب بساتين النخيل بورڤلة قاطبة أعداد كبيرة من الأطفال وكبار السن وحتى الشباب الذين لا يجدون عنها حولا ولا بديلا للتسلية والترفيه لافتقار المنطقة لمثل هذه المرافق، هؤلاء الشباب غالبا ما يضرمون النيران في بعض البساتين المثمرة الأمر الذي أدى في كثير من المرات إلى ما لا تحمد عقباه. هذه المغامرات الشباببية الطائشة وأسباب أخرى أتت على أكثر من 3100 في يومين منفصلين من الأشهر القليلة الماضية. وبلغة الأرقام فقد سجلت مصالح الحماية المدنية 148 تدخل ببلدية ورڤلة وحدها في حرائق حصدت أكثر من 4500 نخلة وقد احتلت بلدية الرويسات المرتبة الثانية من حيث حجم الخسائر التي تكبدها فلاحو المنطقة بأكثر من 363 نخلة وتأتي كل من بلدية عين البيضاء والمقارين في المرتبة الثالثة بأكثر من 300 نخلة مكبدة فلاحي المنطقة خسائر فادحة يصعب تداركها لسنوات ومواسم فلاحية ناجحة عدة.