تشهد أنقرة حركة أمنية وسياسية نشطة، وقلق في آن واحد، بشأن التعامل مع الملف الكردي في سوريا، والذي تخشى أن يؤثر على سائر الأكراد في المنطقة، خصوصا أكراد تركيا. فبعد يومين من استضافة زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم، في إسطنبولوأنقرة، ولقائه مع مسؤولين من المخابرات والخارجية، وصل إلى أنقرة رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني بدعوة من وزارة الخارجية التركية. يأتي ذلك في ظل سعي تركيا للإحاطة بتطورات الوضع الميداني في شمال سوريا، ودعوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إلى إقامة إدارة محلية منتخبة قد تتحول مستقبلا إلى مشروع حكم ذاتي في المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا. ولعبت أربيل دور الوسيط للتقريب بين صالح مسلم وأنقرة، التي كانت تنظر إلى حزبه على أنه امتداد سوري لحزب العمال الكردستاني المسلح، وتضعه ضمن خانة التنظيمات التي توصف بأنها "إرهابية". وجاءت زيارة مسلم المفاجئة والسرية إلى تركيا الأسبوع الماضي بعد يوم من حضوره اجتماعا في أربيل مع سياسيين أكراد من تركيا والعراق وإيران، حيث ناقشوا التحضير لاجتماع كردي إقليمي كبير قريبا يسلط الضوء على مستقبل الأكراد في المنطقة، وكيفية الاستفادة من التطورات الجارية باتجاه الاعتراف بواقع كردي، والهوية السياسية والقومية للأكراد في المنطقة.