كانت الساعة العاشرة عندما وصلا إلى مقر مؤسسة التلفزة، رجال الأمن كانوا مصطفين أمام المبنى، اتجهت نحو أحدهم، فأرشدها إلى مصلحة الاستقبال .. - صباح الخير.. قالت حورية إلى العاملة في الاستقبال ... - صباح الخير، هل من خدمة سيدتي؟ - نعم، يا ابنتي، أريد مقابلة الصحفي رياض الذي يقدم "حصة و كل شيء ممكن".. - تريدين المشاركة في الحصة؟ يعني لديك أحدا من أفراد عائلتك ضائعا أو شئا من هذا القبيل؟ - نعم. - لحظة فقط، تفضلي إلى داخل القاعة الانتظار وسأنادي عليك، فقط الاسم واللقب من فضلك.. منحتها حورية اسمها ولقبها، ودخلت رفقة فوزي إلى قاعة الانتظار، بعد نصف ساعة جاء "رياض" إلى قاعة الانتظار.. لم تكن الوحيدة التي كانت في انتظاره، فقد جاء بعدها رجل وامرأة قدما من ولاية قسنطينة .. ألقى التحية، ونادى : السيدة حورية، رفعت هذه الأخيرة يدها: "أنا خويا رياض"، والتفت إلى العائلة الأخرى، سأنهي مع السيدة وأتحدث إليكما. وبدأ بالحديث مع حورية، التي أخبرته بكل تفاصيل القصة، بينما كان "رياض" يدوّن كل كبيرة وصغيرة في كراسة صغيرة يحملها بين يديه. وبعد أن استمع إلى كل حيثيات الواقعة، وبعد أن أجابته عن كل الاستفسارات التي خطرت في باله، طمأنها بأنه سيأخذ قضيتها بعين الاعتبار، وأن كل هذه المعطيات سيتم توظيفها في الروبورتاج القصير الذي يعده طاقم الحصة بشأن كل حالة .. وكان ذلك آخر ما قاله لها المرحوم "رياض "في ذلك اليوم، وطلب منها أن تعود للبيت وتنتظر مكالمة من الحصة .. لتعطيها اليوم المحدد للحضور إلى التلفزيون وتسجيل المقطع الأول قبل بداية مداخلتها على المباشر في "بلاطو "وكل شيء ممكن". أحست حورية بالتفاؤل، خاصة وأن الصحفي قد طمأنها بأن الحصة قد عالجت قضايا أكثر تعقيدا، وأن مشيئة الله أكبر من كل المعطيات، وقد تغير كل المجريات .. عادت حورية متفائلة وكذلك "فوزي"، وكأن أملا ما قد لاح في الأفق. حديثهما وهما في الطريق اقتصر على "رياض" وطريقة كلامه وتعامله، إنه نفس الشخص الذي يظهر في كل عدد، ويمنح الأمل إلى مئات العائلات لأن تلتقي مجددا مع من فقدتهم .. فوزي لم يعد مباشرة معها، فضل أن يمر بالسوق أولا، أما هي فكان عليها العودة لترتاح من مشقة الطريق، وتعب المواصلات.