لم يمض على حديثها مع الصحفي إلا أسبوع، ولكن انتظارها للمكالمة أقلقها، لقد بدا لها الأمر وكأنه شهور وأعوام. كانت تتأهب للخروج حتى رن الهاتف.... - ألو السيدة "حورية.ب"، معك التلفزيون الجزائري، حصة "وكل شيء ممكن" - "وكل شيء ممكن"؟ نعم أنا السيدة حورية. - سيدتي نتصل بك حتى تقدمي نداءك في الحصة - متى ذلك، أنا جاهزة .. - بإمكانك أن تتقدمي الى التلفزيون يوم غد الساعة التاسعة - أكيد، ... أقصد ... إن شاء الله وضعت سماعة الهاتف وهي تقول في نفسها، لكن غدا الأحد، هل سيقدمون الحصة غدا على المباشر؟.. وتذكرت أنه في الغد لها موعد مع سيدة طلبت منها أن تحضر لها الكسكسي، كيف ستعمل في هذه الحالة ومن المفروض أن تزورها هذه السيدة في حدود الحادية عشر، لن يكفيها الوقت للذهاب والإياب من التلفزيون.. كان يجب أن تخرج لتوصي البقال الموجود في آخر الشارع بأن يترك لها كيسا من الدقيق، لقد أعجبتها نوعية السميد الذي يجلبه عمي إسماعيل.. - صباح الخير عمي إسماعيل، كيف الحال؟ - بخير يا لالة حورية، كيف حالك وحال الأولاد؟ - الحمد لله، رانا عايشين .... أريد أن آخذ كيسا من الدقيق، الذي تعودت على أخذه منك، سأدفع ثمنه وسيمر عليك فوزي لأخذه هذا المساء. أمسك النقود من يدها، انتظرت حتى يرجع لها الباقي وانصرفت بعد أن استودعته .. كانت متجهة إلى البيت، ثم تذكرت أنها في الغد ستذهب للتلفزيون، وليس لديها أي لباس لائق عادت إلى البيت وجلبت مبلغا كانت محتفظة به، واتجهت إلى سوق بومعطي لتشتري حجابا وحذاء وجديدين. اغتنمت الفرصة وذهبت إلى ابنها فوزي وهو يقف على طاولته، وقد جلبت له معها القليل من الطعام، أخبرته أن موعدها غدا لتسجيل النداء في الحصة، وأوصته بأن يتصل بالبقال لاقتناء السميد في المساء. لم تتأخر كثيرا، بمجرد أن اشترت الأغراض رجعت إلى البيت، استرجعت ابنها عبد المالك من الجارة وبدأت تتأهب لما ستقوله في الغد .. ولم يكن أمام حورية إلا أن تطلب من ابنتها نادية ألا تذهب في الغد إلى الدراسة، وتتحجج بأنها مريضة أمام إدارة الثانوية حتى تستقبل زبونة والدتها.