أعلنت اللجنة المنظمة لسباق باريس - دكار إلغاءه الجمعة وذلك لأسباب أمنية بعد مقتل أفراد عائلة فرنسية في موريتانيا الأسبوع الماضي. وجاء القرار عشية انطلاق السباق الذي لم يتعرض لضربة مماثلة خلال العقود الثلاثة الماضية. وقال بيان اللجنة المنظمة إن إلغاء السباق الذي تشارك فيه سيارات وشاحنات من حول العالم سنوياً فوق تلال الصحراء الأفريقية يأتي بعد صدور تهديدات مباشرة تطال السباق من "منظمات إرهابية." وكان القرار متوقعاً، خاصة بعد أن نصحت فرنسا رعاياها "بمن فيهم" المعنيين بداكار" بعدم الذهاب إلى موريتانيا، التي تعدّ "الطبق" الرئيسي في السباق. وتأتي هذه الأنباء بعد أن قررت اللجنة المشرفة على الرالي أن لا يطرأ أي تغيير على مسار سباق داكار 2008، الذي كان ينتظر أن يشارك فيه 2500 شخص، حيث سيمرّ بموريتانيا بعد أن تلقى المسؤولون عليه تطمينات أمنية من نواكشوط. وسبق لمدير السباق إيتيين لافينيو أن أعلن وزارة الداخلية الموريتانية ستوفر الحماية الضرورية من خلال تكليف آلاف من العسكريين والمدنيين لضمان سير القافلة، حسبما هو مخطط من قبل. وبعد الهجوم الذي أودى بحياة أربعة فرنسيين في موريتانيا، والذي تنحى فيه السلطات باللائمة على منظمة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" سافر لافينيو إلى نواكشوط رفقة وفد من هيئة تنظيم السباق واجتمع مع كبار المسؤولين بمن فيهم وزير الداخلية الموريتاني والسفارة الفرنسية في البلاد. وأبلغ وزير الداخلية الموريتاني الوفد الفرنسي بأنّ وزارته ستخصص 2000 جندي ومثل ذلك العدد من رجال الأمن المدنيين في نقاط مرور السيارات والدراجات النارية. ووفق ما هو مخطط فإنّ المشاركين في السباق سيقضّون في موريتانيا أكثر من أسبوع في الفترة الفاصلة بين 11 و19 يناير/كانون الثاني، وهو ما أثار المخاوف على أمنهم بعد نبأ اغتيال الفرنسيين الأربعة. وأوضح لافينيو أنّه وفضلا عن نقاط المرور والارتباط، فإنّ نقاط تفتيش ستقام في جميع الأماكن المعنية بالسابق في موريتانيا. كما سبق للوزير الموريتاني يال زكريا أن قال إنّ وزارته وضعت خطّة جيدة لضمان أمن السباق وإثبات أنّ مقتل الفرنسيين ليس سوى حادث معزول لا يعني أنّ موريتانيا بلاد غير آمنة.