كشفت البيانات الصادرة عن علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن حقائق جديدة خاصة بثقب الأوزون الذي يتشكل كل عام في طبقة الغلاف الجوي فوق القارة القطبية الجنوبية، ووجدوا أن انخفاض نسبة الكلور في طبقات الغلاف الجوي لم يؤد بعد إلى ما يمكن أن نطلق عليه تحسنا في الثقب. وكانت قد وقّعت منذ عشرين عاما اتفاقية في مدينة مونتريال للحد من الانبعاثات المسببة لفقدان الأوزون الذي يحمي الحياة على الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية. وقد رصدت الأقمار الصناعية استقرار مساحة الثقب في الغلاف الجوي بفضل الحظر العالمي بموجب هذه الاتفاقية لمادة الكلوروفلوروكربون المستنفدة للأوزون والمعروفة عالميا بالفريون. ودراسات مركز جودارد التابع لوكالة ناسا تؤكد أن صغر حجم الثقب وزيادة نسبة الأوزون فيه، ليس بالضرورة دليلا كافيا على تعافي الغلاف الجوي، حيث أن الثقب قد يكون نتيجة انخفاض نسبة الكلور في طبقات الجو. وقد استخدمت الدراسات البيانات التي توفرها الأقمار الصناعية لرسم خريطة دقيقة توضح اختلاف كميات الأوزون في طبقات الجو ارتفاعا و انخفاضا في منطقة مركز الثقب في الفترة ما بين سبتمبر إلى نوفمبر 2012، حيث يعتبر ثقب الأوزون ظاهرة موسمية، وكشفت الخرائط عن زيادة كميات الأوزون في الطبقات العالية في بدايات أكتوبر ، وتعلل الدراسات ذلك بأن هذه الكميات حملتها الرياح فوق المنطقة التي يوجد فيها الثقب في الطبقات الأقل انخفاضاً، وأن ذلك لا يدل على تحسن في الثقب نفسه. ولذلك فقد تعطي القياسات التقليدية بيانات عن تحسن في الثقب، إلا أن الحقيقة هي أن الأحوال الجوية فقط هي التي تعطي هذا الانطباع. وبالبحث في عامي 2006 و2011 حيث كان الثقب في هذين العامين الأكبر والأعمق خلال العقد الماضي وجدت الدراسات أن الأوزون المستنفد في عام 2011 كان أقل منه في عام 2006، لأن الرياح نقلت كميات أقل من الأوزون في عام 2011 إلى القارة القطبية الجنوبية. وبهذا يرجع العلماء سبب ارتفاع وانخفاض نسبة استنفاد الأوزون في الجو إلى أسباب جوية لا كيميائية. وبحسب نتائج البحث، فإنه طالما بقيت مستويات الكلور في طبقات الجو المنخفضة أقل من مستواها الذي تم تسجيله في بدايات عام 1990، ستبقى الحرارة والرياح عاملان أساسيان يتحكمان في تغيّر مساحة الثقب من عام لآخر.