أعلن وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون عن إجراءات جديدة لتشجيع المستثمرين الخواص الجزائريين والأجانب على إنشاء وحدات عصرية لتصنيع السكن. وأوضح السيد تبون خلال تدشينه للمعرض الدولي ال17 للبناء "باتيماتيك 2014" أن "الدولة تضع كل التسهيلات والضمانات الممكنة للمستثمرين الخواص الراغبين في إنشاء مصانع للسكن تسمح بالرفع من وتيرة الانجاز". وتشمل هذه الإجراءات أساسا عقود شراء مضمونة للشركات التي تقوم بإنجاز السكنات بطريقة صناعية (تصنيع القطع الرئيسية في المصنع وتركيبها في ورشة البناء) لمدة خمس سنوات. وتهدف هذه الإجراءات إلى عصرنة وسائل الانجاز الوطنية بغرض الرفع من جودة السكنات وإنجازها بسرعة أكبر حسب الوزير. وصرح السيد تبون قائلا "نحن بصدد التحضير للبرنامج الخماسي الجديد 2015-2019 والذي سيعرف إطلاق عدد كبير من المشاريع السكنية إلى جانب تلك التي يتم إنجازها في إطار الخماسي الجاري وعليه فنحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتدعيم وسائل الانجاز الوطنية وعصرنتها". وأضاف "لا يمكننا التغلب على الطلب القوي والمتزايد سوى بتقليص مدة الانجاز وهو ما لن يكون متاحا دون مراجعة أساليب الانجاز وعصرنة التجهيزات". وكشف السيد تبون من جهة أخرى انه سيتم الإعلان عن القائمة المصغرة للشركات الوطنية والأجنبية المهتمة بإنجاز المشاريع السكنية المتوسطة التي يتراوح حجمها بين 400 و 2.000 سكن. وكانت وزارة السكن قد أعدت في 2013 قائمة مصغرة لمؤسسات الانجاز الراغبة في انجاز مجمعات سكنية مدمجة يتراوح عددها 2.000 و5.000 وحدة. ويمكن لجميع المرقين العموميين مثل دواوين الترقية العقارية ووكالة "عدل" اللجوء إلى هذه القائمة لاختيار إحدى الشركات عن طريق صفقة بالتراضي مما يسهل من إجراءات إطلاق المشاريع السكنية. "تهدف هذه القائمة المصغرة الجديدة أساسا إلى تقوية المؤسسات الوطنية من خلال إشراكها في برنامج السكن لكنه يتعين عليها في الوقت نفسه العمل على عصرنة أساليبها وتجهيزاتها مع تكوين الشباب" حسبما صرح السيد تبون. وأوضح الوزير في هذا السياق انه تم بالتعاون مع وزارة التكوين المهني فتح أزيد من 71 ألف منصب تكوين للشباب في مختلف مهن البناء. وحول المقاولات العقارية الحرة أكد الوزير أنه تم خلال السنة الأخيرة اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتسهيل إطلاق هذا النوع من المشاريع السكنية مضيفا أنه سيتم قريبا إنشاء على مستوى كل ولاية هيئة يرأسها الوالي وتضم كل القطاعات المعنية لتسوية النزاعات العالقة في هذا المجال محليا. وبخصوص وفرة مادة الاسمنت استبعد السيد تبون أن تعرف هذه المادة الضرورية في مشاريع السكن ندرة في السوق إذ "لا يعقل أن يحدث إضراب في وحدة لا يتعد إنتاجها 150 ألف طن سنويا اضطرابا في التموين بالاسمنت". وقام عمال وحدة انتاج الاسمنت لشركة "لافارج" بمعسكر باضراب خلال الشهرين الماضيين. ويبلغ حجم الإنتاج المحلي للاسمنت حوالي 18 مليون طن سنويا يضاف إليها 2 إلى 3 طن مستوردة من الخارج لتلبية الطلب الوطني المقدر ب21 مليون طن سنويا. غير أن إنشاء المصانع السبع الجديدة لإنتاج الاسمنت طور الانجاز سيمكن من وقف الاستيراد في غضون سنتين حسب الوزير.