تم أمس بقاعة الموقار تقديم العرض الأول من فيلم "كارتوش غولواز"،الذي يبدو من خلال بعض مشاهده محاولة للتحرر من الغنائية وتمجيد البطولة كما يجرؤ في أجزاء هامة منه على بعض الحقائق التاريخية! الفيلم مستوحى من ذاكرة طفولة مخرجه السينمائي الجزائري المقيم في فرنسا مهدي شارف، يقدّم الفيلم نظرة بانورامية عن مشاهد متناقضة عن حرب التحرير الوطنين من خلال مغامرات أربعة أطفال، جزائري –الطفل مهدي شارف- ومسيحيين ويهودي، ويقدم نظرة مخالفة للادبيات التي سادت في أفلام الثورة، باستعراض شخصية فرنسية مسالمة، وكذا ابراز بعض مشاهد من تصفيات الحسابات او هكذا اراد ان يوهمنا المخرج في لقطة بين المجاهدين، فضلا عن الخلط المقصود حول موضوع الحركى، من خلال شخصية جلول الحرْكي الفظّ والعنيف الذي يثير الرعب في نفس الطفل علي، كلما صادفه أثناء الحرب... لكنّه يشعر بالأسى عليه حين يراه بعد إعلان الاستقلال، عارياً ومقيّداً في مخزن مهجور... في انتظار ذبحه! كما تنقلنا مشاهد الفيلم، التي يكون فيها الطفل يلعب مع اقرانه الفرنسيين،حيث يلتقي فيها الطفل "علي" مع جاره الفرنسي، وهما ذاهبان للقاء باقي الأصدقاء، حين يقول له:"أبوك إرهابي،انه مع الفلاقة في الجبال"، ويرد "علي" بقوله: "ذهب للعمل في فرنسا". و في غمرة تلك الأحداث، يأتي موعد الفراق حيث يرحل كل الأولاد مع عائلتهم الواحد تلوى الأخر، ويظل جار الطفل متمسكا بالأرض التي ولد فيها رغم انتمائه الفرنسي، والذي يرفض فيها الاعتراف بجزائر مستقلة، حيث يظهر في أحد المشاهد وهو يخاطب "علي" : هذا الكوخ لي وليس لك مهما كان، وحتى وان استقلت بلادك، سأظل أنا الرئيس وهذا الكوخ لي". وقد كان أهم إيحاء قدمه المخرج من خلال فيلمه هي صورة إهانة العلم الجزائري، من طرف احد الممثلين.