عد طول انقطاع عن السينما عاد المخرج إبراهيم التاسكي في فيلم جديد" ايروان " عرض أول أمس بقاعة الموقار و هو أول فيلم جزائري باللهجة الترقية يروي قصة الشاب الترقي امياس الذي يقع في حب " كلود الفتاة الفرنسية التي يرافقها إلى اروبا بعد أن يئس من حب مينة الترقية لان زواجه منها مستحيلا بحكم كونه أخ لها من الرضاع و بين قصة الحب هذه تناول قصة التاريخ و الإنسان الترقي الذي يكافح من اجل البقاء عبر الأزمنة من خلال " ايروان" يؤكد إبراهيم " التاسكي " أسلوبه السينمائي الذي عود عليه الجمهور عبر " أطفال الريح "و "قصة لقاء " التي كرسته كاسم له حضوره المتميز في الساحة السينمائية . ففي الفيلم الجديد و عبر 80 دقيقة تقودنا كاميرا إبراهيم التاسكي في شاسعة الصحراء حيث جمال الطبيعة و صبر الرجال الزرق و في هذا الفضاء الممتد تروي الصورة بكل حرية الكثير من التفاصيل التي قد لا يقولها الكلام الكثير لحظات الصمت التي تخللت المشاهد و الموسيقى التي أبدع فيها صافي بو تلة كانت طريقة و أسلوب اعتمده المخرج ليجعل الصحراء تقول كلمتها . الفيلم من بطولة كل من سلمي المصري و الفرنسية مود مايير و الجزائري بوميدن بل لاصري استطاع المخرج ببراعته السينمائية أن يجعلهم كتلة متناغمة برغم اختلاف اللغات و الجنسيات و الثقافات خاصة الفلسطينية سلمى المصري التي يالقت بشكل بشكل كبير في أداء دورها من و التعبير الشخصية حيث كانت لوجوه الفنانين سطوتها في قول تفاصيل القصة عبر الأطر و اللقطات الثابتة و المقربة و برغم صعوبة التصوير في الصحراء إلا إن المخرج قدم لنا جمال الجنوب في عبر مشاهد بانورامية يبدو من خلالها متأثرا بالمدرسة الايطالية في السينما و لكنه من جهة آخر إبراهيم التاسكي عبر عمله هذا يؤكد بصمته و أسلوبه الخاص في السينما حيث لكل شيء دور في الفضاء السينمائي مثلا في " ايروان " حتى الكلب الذي رافق يوسف كان له دور معبر و كبير حتى عجلات السيارات المرمية على جانب الطريق و حتى صوت الماء و ضوء الصحراء . و رغم أن " ايروان " أو كان ذات مرة " هو قصة بسيطة و إنسانية لكنه حملت في العمق قضية ا اقتصادية و حتى سياسية لأنه يصور استغلال الشمال لثروات الجنوب حتى لوكان بطريقة غير إنسانية فأب كلود الذي جاء للصحراء بحثا عن الماء لم يتواني في " عقد صفقة مع إبليس " و تسميم مياه الجبل من اجل الثروة و كان أن راح ضحية هذه الجريمة امياس حبيب ابنته و يوسف أخ مينة. الفيلم أيضا يقدم من جهة أخرى احالى ذكية للحرية التي تتمتع بها المرأة نسبيا في المجتمع الترقي مقارنة مع مجتمعات الشمال . " ايروان " هو فيلم جزائري أيضا يحمل نظرة متوازنة لأشياء و يدين بطريقة غير مباشرة استغلال الشمال و الجنوب و يشد المشاهد طيلة 80 دقيقة الى لحظات من الجمال و المتعة و الحميمية مع الصورة. إبراهيم تساكي على هامش عرض فيلمه الأخير: "علينا تقبل صورتنا بدلا من نستورده عند الآخرين " قال إبراهيم التاسكي على هامش العرض الأول لفيلمه أول أمس بقاعة الموقار أن العمل ليس فرنسي جزائري لكنه يتطرق للمشاكل الاقتصادية الموجودة بين الشمال و الجنوب ليكون بذلك عمل إنساني يدافع عن قضايا الشعوب كما أكد المتحدث و بخصوص بعض اللقطات الجريئة الواردة في الفيلم انه حان الوقت لنتقبل صورتنا بدلا من أن نستوردها مشوهة من عند الآخرين لان الجزائري يضيف مخرج " اروان " يبتلع كل شيء من البرابول أما لما يتحث الجزائري عن هذه الأمور تصير ممنوعة و محرمة .