* يستعد المخرج الجزائري عمار محسن للانطلاق في مسلسله التاريخي "بساتين البرتقال"، ليكون بمثابة سرد لملحمة الشعب الجزائري في ظل الاستعمار الفرنسي، وبداية ظهور الأحزاب السياسية. هذا المسلسل الذي سيكون عبر ثلاثة أجزاء قال عنه المخرج أنه لن يكون بعيدا عن طريقة تناول مسلسل "عذراء الجبل" الذي تناول مسيرة "لا لا فاطمة نسومر". * يجمع المسلسل الذي يقبل على إخراجه عمار محسن، عن سيناريو الكاتب أحمد رزاق، بين الحياة الاجتماعية الجزائرية في ظل استعمار غاشم، تتخلله الثورات الشعبية التي تقوم أحيانا بين الفينة والأخرى بسبب الاضطهاد الذي يمارسه المستعمر. * وفي انتظار موافقة لجنة قراءة التلفزيون على هذا العمل المهم والمميز، والذي سيضاف إلى سجل الأعمال التاريخية الخالدة، قال عمار محسن في تصريحه ل"النهار" أن هذا المسلسل سيكون متكونا من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول تدور أحداثه من 1900 إلى 1920، أما الجزء الثاني فتدور أحداثه من 1920 إلى 1954باندلاع الثورة التحريرية، ليكون الجزء الثالث والأخير مابين 1954 و1962. * وأرجع المخرج اختيار الفترة ما بين 1900 و1920 لإعطاء إشارة انطلاق للمسلسل، لكون تلك المرحلة شهدت العديد من التغيرات، لا سيما ظهور عدة أحزاب، بداية من حزب الأمير خالد، إلى حزب الشعب الجزائري، ثم حزب نجم شمال أفريقيا، إلى ظهور مصالي الحاج كمناضل وزعيم للحركة الوطنية وغيرها من الشخصيات الفاعلة في الحراك السياسي والنضالي. * ويتطرق المسلسل في جزئه الأول، ومن خلال عائلة جزائرية، إلى مختلف ثورات القبائل التي كانت تقوم بسبب القمع الفرنسي، من خلال الكثير من المواجهات التي كانت تدور بين الشعب الجزائري والجنود الفرنسيين، بعدما أراد هذا الأخير تجنيد الشعب عنوة معه في الحرب العالمية الأولى، وصولا إلى استيلاء المستعمر على الأراضي الجزائرية، وهو ما لاقى رفضا واسعا وسط الشعب والعائلات، ليقف المسلسل بعدها عند بعض الحالات التي شاركت في الحرب العالمية. * وعبر العائلة الجزائرية الكبيرة بمختلف تركيباتها وتقاليدها، يحاول المخرج أن يزاوج بين الظروف التي كان يعيشها الجزائريون، وبين الأحداث والتغيرات السياسية التي كانت تعرفها الجزائر، وفي هذا الإطار، أشار عمار محسن أن المسلسل لن يكون، في طريقة وضع أحداثه، بعيدا عن الطريقة التي قدم بها مسلسل عذراء الجبل، الذي يجمع بين السياسة والحياة الاجتماعية والحروب. * وأضاف المخرج عمار محسن أن هذا المسلسل سيستقطب أبرز الوجوه الفنية في الجزائر، ووجوها شابة، ناهيك عن مشاركة ممثلين أجانب من خلال أدوار الضباط أو المعمرين. * كما ذكر المتحدث أن عملية التصوير ستتم في بوفاريك، متمنيا أن تنطلق في فصل الشتاء، تزامنا مع ينوع بساتين البرتقال.