ستكون العاصمة المصرية القاهرة مرة أخرى هذا الاسبوع محطة لاحتضان لقاءات تهم الشأن الفلسطيني حيث سيلتقي بها وفدان عن حركتي فتح وحماس غدا الاثنين لاستكمال ملف المصالحة الفلسطينية يتبع بلقاء أخر بين حماس واسرائيل يومي الثلاثاء والاربعاء بهدف بحث سبل تثبيت الهدنة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وتجمع الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني ككل على أن المصالحة "منبع القوة" للوقوف في وجه الاحتلال وتحقيق التقدم في السعي لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الامر الذي يحتم عليهم تجاوز الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية عن كل أمر آخر. ومن هذا المنطلق سيلتقي وفدي المفاوضات من حركتي فتح وحماس مجددا فى القاهرة غدا الاثنين لبحث تنفيذ بنود المصالحة. -لقاء لاستكمال ملف المصالحة الفلسطينية - وحول هذا اللقاء صرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول بأنه تم وضع جدول أعمال حول القضايا التي سيتم طرحها في الاجتماع يتضمن "قضايا هامة تتعلق بمواضيع استراتيجية كقرار الحرب والسلم إضافة إلى آليات إعادة إعمار قطاع غزة وتمكين حكومة الوفاق الوطني من بسط ولايتها وممارسة مهامها وعدم وضع العراقيل أمام قيامها بمسئولياتها". وأشار إلى أنه سيتم الحديث عن الوضع الأمني في القطاع وسيطرة وزارة الداخلية عليه مشددا على ضرورة الالتزام بالوطنية الفلسطينية وإعطاء الأولوية للقضايا الوطنية وليس لعلاقات الفصائل بالجهات الخارجية. وفي خضم ما تعرفه القضية الفلسطينة من تطورات من المقرر ان تستأنف المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية غير المباشرة بعد غد الثلاثاء أو الاربعاء عبر الوسيط المصري لبحث القضايا الرئيسية على جدول الأعمال من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.وتوصل الجانبان في 26 أغسطس الماضي إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار لينهي 50 يوما من الحرب المميتة التي شنتها اسرائيل ضد غزة. واشتمل الاتفاق على استئناف المفاوضات بين الجانبين في غضون شهر بغية مناقشة القضايا العالقة كإنشاء ميناء بحري في القطاع الساحلي وإعادة بناء مطار غزة فضلا عن تبادل سجناء فلسطينيين برفات الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب الأخيرة. وحسب مصادراسرائيلية فان مصر دعت الجانبين للاجتماع يوم الأربعاء لكن الجانب الإسرائيلي طلب تقديم المفاوضات يوما نظرا للاحتفال بالسنة اليهودية الجديدة يوم الأربعاء. وتطالب إسرائيل بتجريد قطاع غزة وحماس من السلاح في حين تطالب حماس ببناء ميناء بحري في القطاع وتشغيل مطار غزة بالإضافة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل تسليم رفات جنود إسرائيليين. واستشهد أكثر من 2100 فلسطيني الى جانب 72 إسرائيليا من بينهم 66 جنديا في عملية "الجرف الصامد" التي شنتها إسرائيل مؤخرا على القطاع. - أسبوع حاسم للقضية الفلسطينية داخليا ودوليا - وبالموازاة مع لقاءات القاهرة المرتقبة يكثف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتواجد بنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة فى دورتها التاسعة والستين من جهته اتصالاته لحشد الدعم للقضية الفلسطينية ومستقبلها. وفي هذا الصدد صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الأسابيع المقبلة ستكون "حاسمة ومهمة" بالنسبة للقضية الفلسطينية "داخليا ودوليا" سواء فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة أو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وحسب ابو ردينة فان الرئيس عباس سيغتنم فرصة تواجده بنيويورك للقاء العديد من قادة العالم بهدف حشد التأييد الدولي للحل العادل للقضية الفلسطينية. ومن المنتظر ان يلقي الرئيس الفلسطيني كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وخلال زيارته اول امس الى فرنسا اطلع الرئيس الفلسطيني نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند عن تطورات القضية الفلسطينية كما تباحثا في سبل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقد أكد الرئيس هولاند خلال هذا الزيارة على انه "سيتم تقديم مشروع قرار أمام مجلس الامن لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي" وقال في هذا السياق "سنقول بمنتهى الصراحة في قرار سيتم تقديمه إلى مجلس الأمن ما ننتظره الأن من العملية الحالية وما ينبغي ان يشكل حلا للازمة". كما ذكر هولاند بأن "غزة دمرت للمرة الثالثة, وأن فرنسا مستعدة للاضطلاع بدورها التضامني". تجدر الاشارة الى ان الرئيس الفلسطيني تلقى امس السبت اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بحثا خلاله تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة. -تحدي اعادة اعمار غزة يتطلب جهود دولية - قطاع غزة الذي عان من هجمات شرسة عدة للاحتلال الاسرائيلي والتي تسببت اخرها في دمار كبير للبنية التحتية والمنازل يعاني اصلا منذ عام 2006 من حصار جائر زاد من معاناة سكانه و خلف ازمات اجتماعية. وحسب تقديرات الحكومة الفلسطينية فان تكلفة إعادة إعمار غزة تقدر بأربعة مليارات دولار أمريكي على الأقل. وأعلن مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري أن الأممالمتحدة نجحت في التوسط للتوصل إلى اتفاق ثلاثي فلسطيني-إسرائيلي- أممي لتمكين السلطة الفلسطينية من بدء إعادة الإعمار في غزة. وأضاف انه "سيتم منح دور قيادي للسلطة الفلسطينية في جهود إعادة التأهيل مع توفير إجراءات مراقبة من قبل الأممالمتحدة للتأكد من عدم استخدام هذه المواد في أغراض غير مدنية".