* باشرت الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية ، تحقيقا حول ما يحدث في عدد من مساجد ومصليات الجزائر العاصمة. حيث أكدت مصادر ل "النهار" أن مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب، قد رصدت نشاطا لما يعتبر في خانة التطرف الديني في الضاحية الشرقية للعاصمة، مثل مسجد "الهدى" ومسجد "لاڤلاسيار" ومسجد "النصر" ومسجد "الشافعي" الذي لا يبعد عن مقر بلدية الحراش سوى ببضع أمتار فقط، أين نجحت قوات الأمن من إلقاء القبض على أحد أخطر الإرهابيين في الصائفة الماضية داخل المسجد المذكور. * وأفادت نفس المصادر، أن عددا من المساجد شهدت العديد من المخالفات الخطيرة المتعلقة بعدم الالتزام بالتعليمة الوزارية، القاضية بمنع الكتب والمجلات الدينية غير المرخصة، وتلك التي تدعو إلى التفرقة وعدم التقيد بالمذهب الرسمي المالكي في الجزائر، و كذا تسجيل مخالفات تخص عدم جرد الكتب في قوائم خاصة لدى المسؤول الأول على المسجد، ترفع هذه الأخيرة إلى المجلس العلمي في نظارة الشؤون الدينية للموافقة عليها أو الأمر بحجزها. حيث يخوّل لها السلطة التقديرية في منع كتب تمس بالأمن وتلك التي تدعو إلى التحريض على اعتناق المذاهب المتطرفة. وأضاف مصدر "النهار" أن حيلا وطرقا عديدة يلجأ إليها أشخاص مجهولون لترويج وتسريب كتب ممنوعة إلى داخل قاعات الصلاة والمساجد عن طريق وضعها في رفوف المصاحف لصغر حجمها، إضافة إلى استبدال محتوى كتب مرخّصة من مكتبات المساجد، يتم إعارتها بمحتوى كتب أخرى تدعو إلى التطرف وتحرّض الشباب على العنف. أما عن تعليمة وزير الشؤون الدينية القاضية بإلزام الأئمة والمدرسين بالتمسّك بالمذهب المالكي في الفتوى وإلقاء ثلاثة دروس أسبوعية، فهي غائبة عن الواقع تماما، إما لعدم وجود أئمة ومشرفين أصلا، أو لعدم توافق مناهج الأئمة ومذاهبهم مع المذهب الرسمي المعمول به في الجزائر لتأثرهم بأفكار ومذاهب دينية دخيلة عن المجتمع الجزائري، ما يطرح سؤالا حول مدى نجاعة الدروس والبرامج في المعاهد المتخصّصة في تكوين الأئمة. موازاة مع هذا، أسرت مصادر ل "النهار" أن المصالح الأمنية تكون قد رصدت تحركات مشبوهة فيما يسمى الحلقات الدينية التي يتم تنظيمها دون رخص من الجهات المخوّلة بذلك في أكثر المناطق، التي سجلت عدد معتبرا من الإرهابيين كوّنوا خلية الانتحاريين في "تنظيم القاعدة" ببلاد المغرب الإسلامي، سقط بعضهم في عدد من العمليات الانتحارية مثل المدعو مروان بودينة المكنّى "معاذ بن جبل" والمراهق نبيل قاسمي المدعو "أبو مصعب" والبعض الآخر يبقى محل مطاردة وبحث من طرف مصالح الأمن. وأكد المصدر ل "النهار" أن هذه المساجد تشهد حلقات ودروسا دينية يشرف عليها أشخاص غير مؤهلين علميا في مثل هذه القضايا. كما تشهد توافد المراهقين وحتى الأطفال الصغار على مثل هذه التجمّعات التي يجهل ما يدور بداخلها، علما بأن تجنيد أبو مصعب نبيل قاسمي المراهق الذي استهدف ثكنة حرس السواحل بدلس، قد أثبتت التحريات بشأنه أنه تم عندما كان يتردد على مسجد "الوفاء بالعهد" بالقبة لحضور حلقات دينية، إضافة إلى تسجيل مصالح الأمن لنشاط أحد قيادات الحزب المنحل بإلقائه خطبا عقب صلوات الجمعة في عدد من مساجد المنطقة الشرقية في الجزائر العاصمة