تقوم مختلف أجهزة الأمن ابتداء من السبت، بالإشراف على تنفيذ التعليمة الإدارية الصادرة عن مصالح وزارة الشؤون الدينية لأداء صلاة التهجد والاعتكاف، حيث رافقت إجراءات الوزارة الوصية تدابير أمنية لتأمين بيوت الله أثناء التهجد ومراقبة هوية المعتكفين لقطع الطريق أمام محاولات استغلال المساجد لتنفيذ مخططات إرهابية وأيضا مساعي تجنيد المعتكفين في صفوف الإرهاب كما وقع سابقا لانتحاريين. * وكانت مصالح الأمن من شرطة ودرك قد تبنت مخططا أمنيا بمناسبة شهر رمضان الكريم يتضمن تأمين محيطات المساجد، خاصة أثناء أداء صلاة التراويح، كما سبق ل "الشروق اليومي" نشره، حيث يمنع توقف السيارات مع انتشار أفراد الشرطة بمنافذ المساجد لإحباط أي محاولة تنفيذ اعتداء انتحاري من طرف "خوارج" الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، كما كان يفعل أتباع "الجيا" الذين استهدفوا عدة مساجد بواسطة قنابل تقليدية بغرض إسقاط أكبر عدد من الضحايا، كما تعرض مصلون في وقت سابق الى الرمي بالرصاص عند خروجهم من المسجد بعد صلاة التراويح. * مصالح الأمن لجأت في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم الى تمديد الرقابة وتجنيد أفراد الأمن لمراقبة المساجد طيلة ساعات صلاة التهجد التي انطلقت منذ أمس. * وقال مسؤول أمني على صلة بالملف، إن مصالح الأمن تقوم بمراقبة تنفيذ التعليمة الإدارية الصادرة بهذا الشأن وفرض احترامها بعدم تجاوز المدة الزمنية وكذلك التأكد من حيازة إمام المسجد على الرخصة لتبرير بقاء المسجد مفتوحا في ظل وجود تعليمة إدارية صادرة عن وزارة الشؤون الدينية تقضي بغلق المساجد مباشرة بعد أوقات الصلاة بحجة عدم تحويلها الى مأوى للمتسولين والمتشردين، لكن بعض الأطراف ربطت القرار بدواعي أمنية. * واستنادا الى نفس المصدر، يقوم أفراد الأمن بدوريات ليلية لمراقبة عمل المساجد بعد إيفادهم من طرف الجهات الوصية بقائمة المساجد المرخصة مع التنسيق معها حول هوية المعتكفين، حيث يلزم كل أئمة المساجد بإيفاد القائمة الاسمية، حيث يحظر أن يكون المعتكف من حي آخر أو منطقة خارج إقليم المسجد، كما يخضع جميع المعتكفين الى الرقابة والتعريف، وأضاف مصدرنا "يخضع المعتكفون لإجراءات المبيت في المرافق العمومية" . * وقالت مصادرنا إن "مصالح الأمن اتخذت تدابير وقائية لضمان أمن المعتكفين وليس إزعاجهم "لإحباط محاولات استغلال نشطاء "الجماعة السلفية" هذه المناسبة للتغلغل وسط المعتكفين والمتهجدين بهدف ربط اتصالات بين عناصر شبكات الدعم والإسناد في "هذه التجمعات" والتخطيط لاعتداءات إجرامية بعيدا عن العين وعدم إثارة شكوك مصالح الأمن في محاولة لتحويل المساجد الى ملتقى الإرهابيين في ظل تضييق الخناق على تحركاتهم، حيث كانت تحقيقات أمنية في الاعتداءات الانتحارية التي تبنتها قيادة تنظيم "الجماعة السلفية" قد توصلت الى أن بعض الانتحاريين تم تجنيدهم من خلال "حلقات" أثناء الاعتكاف أبرزهم نبيل بلقاسمي (أبو مصعب الزرقاوي العاصمي) أصغر انتحاري كان قد نفذ اعتداء ثكنة حرس السواحل بدلس والتحق ما لا يقل عن 11 شابا من الأحياء الشعبية بالعاصمة بصفوف الإرهاب بعد "استغلالهم" أثناء اعتكافهم في المساجد خلال شهر رمضان استنادا الى تقارير أمنية.