تقرر إعادة غلق العديد من المساجد الواقعة بالأحياء الشعبية بالعاصمة والعديد من الولايات التي سجلت بها تحركات إرهابية في الأسابيع الأخيرة، وتلقى العديد من أئمة المساجد توجيهات من الجهات الأمنية لغلق المساجد مباشرة بعد انتهاء الصلاة "لدواعي أمنية" دون تفاصيل أخرى. * وسألت "الشروق اليومي" مسؤولا أمنيا على صلة بالملف حول خلفية هذه الإجراءات وإعادة تفعيل التعليمة التي سبق أن أصدرتها مصالح وزارة الشؤون الدينية، خاصة وأن القرار هذه المرة شمل بعض المساجد دون أخرى، ليفيد المصدر الأمني، إنها إجراءات أمنية "وقائية" واستثنائية تندرج في إطار المخطط الأمني الخاص بالانتخابات الرئاسية لإحباط أية محاولة لاستغلال المسجد من طرف العديد من الأطراف "للتشويش" على سير العملية الانتخابية، وأضاف المسؤول الأمني، أن هناك "أطرافا قد تستغل انشغال مصالح الأمن المجندة في إطار الحملة لتجسيد مخططات إجرامية وارهابية" بعيدا عن الرقابة الأمنية وفي ظل التضييق الأمني على التحركات المشبوهة والملاحقات الأمنية للمشتبه فيهم، مشيرا في هذا السياق، الى احتمال استغلال أوقات ما بعد الصلاة، حيث تقل الحركة ويتراجع عدد المصلين لعقد "لقاءات مشبوهة" تحت غطاء حلقات دينية "لأغراض مشبوهة" دون تفاصيل أخرى. * وتأتي توجيهات أجهزة الأمن بعد رفع تقارير تفيد بغياب أي نشاط على مستوى المساجد المعنية بالغلق بعد أوقات الصلاة، حيث تبقى مفتوحة، وسجل تنقل مسنين وحتى مشردين خلال هذه الأوقات للنوم والإستلقاء، وحول بعضهم المسجد الى مرقد ومكان للاستجمام أيضا، ونقل مسؤول أمني محلي، أنه يتم جهل هوية المتوافدين غالبا على المساجد ويكونون غرباء عن الحي، ليتم توجيه تعليمات للأئمة بعدم فتح الحلقات في مسجد الحي لأشخاص من خارج المنطقة، وقال مصدر مسؤول ل"الشروق اليومي"، إن هذا الإجراء له صلة أيضا بتداعيات الخلافات المذهبية بين مختلف التيارات التي أصبحت المساجد مسرحا لها ويتم "تأطيرها" في العديد من المساجد في غياب الإمام والقيم. * وإذا كانت هذه الإجراءات "عادية" برأي مسؤول في قطاع الشؤون الدينية وتهدف أيضا لتأمين المساجد التي أصبحت عرضة للسرقة والنهب والاعتداء وانتهاك حرمتها، إلا أن مراقبين يؤكدون أن التدابير التي تم اتخاذها تهدف لإحباط أية محاولة تموقع على خلفية أنها مست حسب معلومات "الشروق اليومي"، المساجد الواقعة في مناطق مشبوهة تشهد تحركات ارهابية وكانت منطقة نشاط شبكات الدعم والإسناد والتجنيد للجماعات الإرهابية ويكون قد تقرر غلقها مع تكثيف الرقابة بتجنيد العديد من أفراد أمن الاستعلامات على مستوى المساجد، لرصد أية تحركات مشبوهة. * * وزارة الشؤون الدينية: * غلق بعض المساجد مطلب المصالح الأمنية عند الشك في نشاط مشبوه * * أوضحت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بشأن عملية غلق بعض المساجد، خارج أوقات الصلاة، أنه تفعيل لتعليمة صدرت سابقا، تندرج ضمن إجراءات جديدة طالبت بها الجهات الأمنية التي تمثل "جزءا لا يتجزأ من مراقبة نشاط المسجد"، وتخص بعض المناطق دون أخرى، وأضافت أن القرار نتيجة الظرف الاستثنائي المتعلق بالانتخابات الرئاسية، لعدم التشويش على سير النظام العام في غياب مسؤول المسجد. * وأكد، عدة فلاحي، المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تصريح ل"الشروق"، أن المسجد - وخاصة بعد صدور القانون الأساسي ووفقا لتصريحات الوزير- "قد صار مؤسسة من مؤسسات الدولة وكذا القطاع بكامله"، وأفاد فلاحي أن تعليمات غلق المسجد تطبق، نصف ساعة من بعد تأدية الصلاة المفروضة، في حال افتقاد المسجد لأي نشاط وفي غياب الإمام والقّيم ومسيري المسجد، موضحا أن الإجراء معمول به سابقا. * وحسب مصادرنا التي أفادت رفع مستوى الحيطة، أعاد المتحدث، في رده عن سؤالنا، سبب ذلك لما أسماه "الظرف الاستثنائي" المتزامن مع الحملة الانتخابية وعشية إجراء الاقتراع الرئاسي المقرر يوم 9 أفريل المقبل، مضيفا أن الأمر يتعلق ببعض المناطق دون أخرى، والتي لا يوجد بها نشاط والمفترض أن تغلق نصف ساعة بعد تأدية الصلاة المفروضة، وقال فلاحي أن التبليغ والتنسيق بين الجهات الأمنية ومصالح الوزارة، يكون بإشعار مديرية الشؤون الدينية للعاصمة وباقي الولايات المعنية. * على صعيد آخر، حرص مسؤول وزارة الشؤون الدينية على إبراز الدور المنوط بالمسجد في شقه التعليمي والديني، خارج أوقات الصلاة، حيث قال أن الوزارة دعمت فتح المساجد في سائر الأوقات في حال وجود نشاط تعليمي، حيث دعت الوصاية الأئمة لقراءة القرآن المسمى "الراتب" مع حفظة القرآن ومجموعة من المواطنين بالأخص، بعد صلاة المغرب، كتقليد يومي.