السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد.. أشعر بالإحباط ولم يعد العلم الذي أسعى إلى تحصيله يغريني، بعدما كنت خلال كل المراحل الدراسية النجيبة المواظبة والذكية الفطنة، الحريصة على إحراز المراتب الأولى، كل ذلك بسبب الإضرابات المتكررة للأساتذة، علما أن والدي كان معلما في الطور الابتدائي، ولا تزال والدتي تدرس في مرحلة المتوسط، ما جعلني أحب كثيرا هذه المهنة النبيلة، وأحلم بممارستها بعد إنهاء الدراسة الجامعية، أحببتها كما أسلفت الذكر لأني نهلت كثيرا عن والدي الذي غرس فينا القيم السامية لهذا العمل، كان ملتزما بتأدية واجبه لم يسجل غيابا واحدا طيلة مسيرته، والآن بعدما أصبح متقاعدا لم يجد نفسه وحيدا، لأن التلاميذ الذين درسهم ولكم أن تتصوروا أعدادهم العائلة على اتصال دائم به، منهم من اعتلى مناصب عليا، ومنهم من لم يسعفه الحظ في إتمام الدراسة، بالرغم من ذلك فالجميع على موقف واحد يحترمون معلمهم ويستشيرونه في أدق تفاصيل حياتهم، لما يتميز به من خبرة وحكمة، صراحة والدي أصدق مثال للمعلم الذي قال فيه قائل «كاد المعلم أن يكون رسولا»، نفس الشيء بالنسبة لوالدتي أطال الله عمرها رمز التضحية والعطاء، استطاعت أن تفتك محبة التلاميذ لأنها سارت على نهج والدي واقتنعت كل الاقتناع بأن رسالة تلقين العلم أعظم من أموال الدنيا، والكثير من خصال والدتي لا يتسع المقام لذكرها، لهذا السبب كبرت وأنا مولوعة بهذه المهنة لكن اليوم لم أعد كذلك. إخواني القراء، إذا كنتم على بينة من أمركم أخبروني ما الذي دفع بهؤلاء الأستاذة إلى الإضراب، هل يفعلون ذلك على حق أم باطل؟ أتمنى أن يجيبني واحد من هذا القطاع حتى أزيل الغبار عن المفاهيم التي تتزاحم برأسي، فإذا أصبح التعليم على غير ما يرام، الأحسن لي تغير وجهة مستقبلي، أو الامتثال للحكمة القائلة «كلّ ينام على الجنب الذي يريحه ». مياسة/ الشرق