تعيش معظم الأسر خلال هذا الأسبوع حالة طوارئ جراء امتحانات الفصل الأول، حيث تتخذ هذه الأخيرة إجراءات مشددة لخلق جو من الراحة للأطفال المقبلين عليها عن طريق التخفيف من مشاهدة التلفزيون أو القيام بالزيارات العائلية وغيرها من الأمور التي تختلف من أسرة إلى أخرى، فيما تتحول بعض الأمهات إلى معلمات حرصا على إنجاح أطفالهن وهو الأمر الذي يجده هؤلاء مبالغة ما يخلق لديهم بعض الضغط والذي يمكن أن يؤثر سلبا على مردودهم الدراسي. امتحانات الفصل الأول عبر مختلف المؤسسات التربوية، هي الفترة التي يعيش خلالها الأهل أوقاتا صعبة ويعاني منها هؤلاء أضعاف ما يعاني أولادهم، وهذا حرصا منهم على خلق أجواء مناسبة للمراجعة والتحضير لهذه المرحلة المهمة في تمدرس أبنائهم، وفي هذا الإطار تقوم الامهات خلال هذه الفترة بوضع إجراءات محددة لتوفير الراحة والسكينة لأطفالهم حتى يتسنى لهم التركيز ومراجعة الدروس في أحسن الظروف و الشيء الأكيد ،أن أكثر ما تركز عليه الأمهات هو جهاز التلفزيون والكمبيوتر الممنوعان عن الاستعمال لحين انتهاء الامتحانات، بالإضافة إلى التقليل بشكل كبير من الزيارات العائلية، وهي الإجراءات التي يعتبرها البعض صارمة، لكنها الطريقة الأمثل لتوجيه الأبناء والسيطرة عليهم لأنهم في سن صغيرة ولا يدركون بعد قيمة العلم وهو ما أحرص على القيام به كواجب تجاه أبنائهم وإخراج شباب نافع ومسلح بالعلم والمعرفة. هذه الإجراءات لا تقتصر على هذه السيدة فقط او تلك ، وإنما هي تدابير تلجأ إليها العديد من الأسر في فترة الامتحانات، خاصة مع ازدياد وسائل اللهو التي تشغل التلاميذ عن دروسهم مثل الانترنت والهواتف النقالة وغيرها، حيث تقوم العائلات بمنع تلك الوسائل عن أبنائها، وذلك لكي يتركز انتباههم خلال هذه الفترة على الدراسة وحدها، وهو ما أكدته ليلي والدة طالب في المرحلة النهائية، قائلة أن هذه الفترة عصيبة على الأسرة والطالب على حد سواء، مشيرة إلى أنه ينتابها شعور بأنها عادت إلى مقاعد الدراسة بسبب القلق الذي ينتابها إلى آخر يوم من الامتحانات، خاصة وأن طلاب الرحلة النهائية عاشوا اضطرابات في بداية السنة جراء الإضرابات التي عرفتها الثانويات، وهو ما جعلها تشدد الرقابة على ابنها أكثر. من جهتهم يشكو الكثير من التلاميذ والطلبة من مبالغة الأهل خلال فترة الامتحانات في صنع أجواء تثير لديهم الخوف وتؤثر سلبا على تحصيلهم واستعدادهم، وذلك بحجة اهتمام الأولياء بمستقبلهم وإصرارهم على النجاح، حيث أكدوا تفهمهم لتلك التصرفات والإجراءات غير أنها تضيق عليهم في بعض الأحيان وتؤثر سلبا على مردودهم. وفي هذا الإطار تقول تلميذة في الثانية متوسط،، أن والداها يمنعانها قطعياً من الخروج في فترة الامتحانات من المنزل، وتحرص والدتها على مراجعة دروسها معها، لتجد على حد قولها معلمة في المدرسة ومعلمة في المنزل، مضيفة أن جميع الأجواء التي تشجع على الدراسة مهيأة لها، غير أن ذلك التشدد يصيبها بالإرهاق في بعض الأحيان، ومن الضروري أن لا يزيد ذلك عن حدود المنطق. كما أن أجواء الامتحانات تخلق أجواء الخوف والرعب في النفوس، بسبب الرقابة التي تكون من طرف الوالدين، مشيرة إلى أنه تطبق عليها إجراءات أكثر من تلك المطبقة على إخوانها ، وهو ما يدخلها في تعب وإرهاق كونها لا تتحمل تلك الإجراءات معترفة في ذات الوقت أنه لولا حرص والديها لما وصلت إلى هذه السنة من التمدرس.