كان جمهور السينما بالبرج أمسية الخميس على موعد مع العرض الأول لفيلم "سلطان الماء" من إخراج بلقاسم واحدي و الذي تم إنتاجه في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية و الذي بلغت تكلفته حسب المخرج الذي التقيناه على هامش العرض حوالي مليار و 300 مليون سنتيم ، و صورت كل مشاهد الفيلم في بلدية "القصور" المعروفة بحفاظها على الطابع العمراني القديم و النشاط ألفلاحي المتمثل في زراعة القمح و الشعير. و شارك في الفيلم مجموعة من الممثلين المعروفين و الوجوه الجديدة ك"عبد الله بوزيدة،حورية محجوب،مليكة قمات، فيصل دواق،عيسى جرار،أمين زرقان و الكاهنة بالإضافة إلى الوجهين المعروفين في فرقة" التاج" للمسرح الربيع قيشي في دور "الفالح"إلى جانب سفيان عطية الذي تقمص دور"عبد الحق"بطل الفيلم الذي تدوراحداثه في قرية من قرى الجزائر في حقبة الخمسينات و يسرد ثلاثية الثار، السلم والحب وقد استوحى السيناريست عبد الرحمان الوناس القصة و اقتبسها من رواية "حاكم الندى" للكاتب "جاك رومان" . سفيان عطية الذي لعب دورا مميزا في الفيلم كانت السنوات التي قضاها في المسرح كفيلة بان تجعل منه بطل الفيلم بكل استحقاق و اثر في طريقة أداءه و كلامه في الجمهور إلى ابعد الحدود في هذه الدراما التي تروي قصة عبد الحق ابن الفلاحين لحرش و أم الخير الذي كان يرفض عمل الأرض المضني و يتطلع إلى مستقبل أفضل في الغربة ، و بعد فترة بطالة يغادر قريته مهاجرا إلى فرنسا فيمتهن شتى الأعمال البسيطة إلى أن يشتغل في شركة تنقيب عن المياه مما يسمح له بالتعرف على العمال الآخرين من شتى الأعراق.و بعد غياب طويل يعود إلى قريته فيكتشف حالة الجفاف و القحط التي آلت إليها و الحقد و عقلية الثار التي تسيطر على الأنفس ، و لم يرقه لجوء الفلاحين إلى الدعوات و بركات الأجداد بدل العمل و البحث عن المياه. كان عبد الحق قد عرف الظروف القاسية للعمال مما دفعه للمشاركة معهم في الإضرابات كما اكتشف القوة في النضال الجماعي ، فخطط لمشروع كبير هو اكتشاف منبع مائي و جلب المياه إلى القرية و الأراضي القاحلة. تساعده الزهرة فتاة من الجهة المعادية في عقلية الثار ،و التي تبادله الحب على انجاز الصلح بين المتخاصمين و يغدر به غريمه" الهامل " فيصيبه بجرح كونه سلب منه الزهرة زيادة على مطلبه القديم لثار أبيه ، فيطرد من القرية و يغادرها مهزوما على أمل العودة للانتقام. ينجح عبد الحق و الزهرة ، يتصالح أهل القرية و ينجح مشروع الماء فيقام عرس كبير ، لوفرة الماءو الصلح و زفاف زهرة إلى عبد الحق. و بعد أشهر من جريان المياه في السواقي تخضر الأرض و يبتهج عبد الحق لحال عائلته و أحوال الفلاحين و للمحاصيل الواعدة بالخير ،و رغم حب الجميع له بقي الغدر يلاحقه و يصيبه "الهامل" بخنجره فيرديه قتيلا و يعلو صوت النحيب و تنهمر الدموع فتقوم زهرة المكسورة القلب مجففة دموعها صائحة في وجه الهامل: "عبد الحق لم يمت، انه في أحشائي ، لقد زرع بذرته في المنبع الذي اكتشفه، و فاء للذاكرة وجب الاعتناء.