جرت، مساء أمس السبت، مراسم تشييع جنازة الشيخ غيتاوي التهامي بمسجد الشيخ محمد بلكبير بمدينة أدرار، بحضور مسؤولين سامين في الدولة ومشايخ الزوايا وأئمة المدارس القرآنية وعدد من طلبته ومواطنين من داخل وخارج الولاية، وسط أجواء مهيبة وحزينة، ليتم بعدها نقل جثمان الفقيد إلى قصر أوقديم، حيث وري الثرى بمقر زاويته وسط حضور رسمي وشعبي كبير.وكانت مدينة أدرار قد استقبلت وفودا كبيرة لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد وتوديعه، وكان الشيخ غيتاوي شيخ المدرسة القرآنية مالك بن أنس بزاوية أوقديم بأدرار وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، قد توفي فجر الخميس بباريس عن عمر يناهز 61 سنة بعد رحلة علاجية، حيث ولد الراحل سنة 1954 ويعد من أبرز أعيان ومشايخ الزوايا بالجنوب، وتبوأ عدة مسؤوليات خلال مسيرته العلمية التي بدأها منذ 1970، حيث عين إماما لمسجد قصر أوقديم العتيق الذي أسس به زاويته وبنى فيه مدرسته القرآنية لنشر علوم الدين سنة 1990 بتفويض من شيخه المرحوم محمد بلكبير، كما عين عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى سنة 1998 وعضوا في الأمانة العامة للجمعية الوطنية للزوايا، ليترأس سنة 2010 الجمعية الوطنية للأعيان والعقلاء ثم بعدها رئيسا لرابطة علماء الجزائر. للإشارة، خلف الراحل وراءه إرثا فكريا شمل العديد من المؤلفات في علوم الفقه والدين والحديث النبوي الشريف، وزاويته التي أرادها أن تكون قبلة لطلاب العلم من داخل وخارج الولاية وحتى من دول الجوار والباحثين والمثقفين، من خلال الأنشطة الفكرية والملتقيات الوطنية والدولية التي بادرت بتنظيمها حول سيرة المصطفى صلى الله عليه، ولا سيما في شهر ربيع الأول من كل عام.