عرف ميدان التوزيع السينيمائي خلال السنوات الأخيرة استفاقة بعد اقتحام الخواص لهذا المجال وهو ما منح القطاع السنيمائي جرعة اضافية للقطاع السنيمائي ، ومع ذلك فان أهم الموزعين الذين يعدون على الأصابع أمثال" طاسيلي ، سيرتا ، وصورة للانتاج "لا يلقون الدعم الكافي لإنعاش العدد القليل جدا من القاعات و ترسيخ الثقافة السينمائي لدى المواطن الذي أصبح بدوره غريبا عن كل ما هو ثقافي . مدير ديوان ترقية الفنون و الثقافة لامارتي محمد عدد في تصريح ل"النهار" جملة العراقيل التي تصادف موزعي الأفلام ، و أهم ما يصادف الموزع من عراقيل هي الرسوم الجمركية المفروضة على المنتوج السينمائي الذي يجلبه الموزعون ، حيث يخضع لنفس الرسومات التي تخضع لها المواد الاستهلاكية أخرى، إضافة إلى تماطل البنوك الجزائرية في تسهيل إجراءات دخول المنتوج ، و بالتالي يتخوف هؤلاء من عدم تحصيل ايردات الفيلم بسبب انعدام قاعات العرض من جهة و المبلغ الرمزي للتذكرة من جهة أخرى.إضافة إلى تناقص الجمهور المتردد على القاعات السينمائية في الآونة الأخيرة حيث أكد لامارتي - بصفته المسؤول عن تسيير كل من قاعة "الجزائرية " و "الثقافة "- أن الجمهور الوافد على القاعات تراجع في المدة الأخيرة بنسبة 10 بالمائة مقارنة مع ما عرفته السنوات 2005 و 2006 إذ بلغ معدل الحضور 400 شخص يوميا و وصل إلى 800 شخص يوميا عندما يكون الفيلم المعروض من انتاج وطني ، و ذلك بسبب تردد الموزعين في جلب الأفلام الجيدة و المهمة تخوفا منهم أن تكون الوزارة قد حجزت كل قاعات السينما لعرض أفلام المنجزة في إطار التظاهرة الثقافية، لتقرر الوزارة في آخر لحظة تخصيص قاعة ابن زيدون و في بعض الأحيان قاعة الموقار من أجل عرض هذه الأفلام حيث لم تستفد قاعة الجزائرية و هي أهم قاعة سينما المتواجدة حاليا بالعاصمة -بعد غلق العديد من القاعات- إلا من بعض الانتاجات الوطنية التي لاقت إقبالا متزايدا من قبل العائلات الجزائرية، و كذلك لم تعرف القاعة عرضا لأفلاما أجنية مهمة بسبب تردد الموزعين - فلجأت القاعة إلى بث الأفلام التي سبق عرضها من قبل . و يرى المختصون انه لا يؤخذ بعين الاعتبار الدور الذي قام به الموزعون في إنعاش قاعات العرض مؤخرا من خلال جلب أهم الأفلام المنتجة في الخارج و أحدثها و كذلك العمل على أن تعيش القاعة حدثا ثقافيا من خلال استضافة مخرج الفيلم و أهم الممثلين و دعوة وسائل الإعلام لإثارة النقاش حول الفيلم و كان من أهم الأحداث الثقافية التي عاشتها سينما الجزائرية و الثقافة حضور المنتج "كوستا جافراز" و المخرج "عبد الرحمان سيساكو" و العديد من وجوه السينما العالمية، كما يحمل الموزع على عاتقه كل تكاليف الدعاية للفيلم في غياب دور وسائل الإعلام في هذا المجال ، و غياب الدعم المخصص للتوزيع كأهم حلقة في الإنتاج السينمائي يجعل من "التخوف من انقراض هذه المهنة" أمرا واردا . و يرى المهتمون بالشأن السينمائي من مخرجين، منتجين و موزعين أن عجلة الإنتاج السينمائي التي استأنفت مؤخرا حركتها ، لا تعبر عن تحرك مهيكل إذا لم تشارك فيه كل المؤسسات الفاعلة بدءا من تدخل الدولة إلى دور وسائل الإعلام ، إلى دور الموزع و الجمهور هذا الأخير الذي يحتاج هو كذلك إلى الدفع و التشجيع بكل الوسائل المتاحة للدخول إلى القاعات و التشبع بثقافة السينما من جديد.