أوقفت، أول أمس، مصالح الدرك الوطني ببلدية بكارية، كهلا بتهمة فتح محل غير شرعي واستعماله في ممارسة الشعوذة وطقوس السحر مع النصب والاحتيال، بالإضافة إلى تعريض مقدسات دينية إلى التدنيس واستعمالها في نشاطات مشبوهة، إثر عملية مداهمة أعقبت كمينا تم نصبه للمتهم الذي تم توقيفه متلبسا بممارسة أفعاله الغريبة على عدد من المهووسين بطب الأعشاب والرقية، والمؤمنين بما وراء الطبيعة وبالعالم الميتافيزيقي. كما شملت عملية التوقيف شقيقه وابن شقيقه، بعد أن كشفت التحقيقات تورطهما في القضية التي جاءت بناء على شكوى تقدمت بها إحدى السيدات والتي عجّلت بفتح تحقيق رسمي ومداهمة المنزل المخصص لغرض الشعوذة، حيث كانت المفاجأة كبيرة من خلال عثور رجال الدرك الوطني على مجموعة من المصاحف منكل بها وفي أماكن قذرة وأخرى تمت عملية الكتابة عليها، في صورة اهتز لها سكان البلدية الصغيرة. ولم تنته المفاجأة عند الحد الذي شكلته المصاحف من صدمة، بل امتدت إلى اكتشاف قيام المتهم باستعمال مسدس كهربائي يعرف باسم «تازر»، خاص بجهاز الشرطة يستعمله عادة رجال الأمن في شل حركة الأشخاص الخطيرين أثناء عملية توقيفهم أو استعمالهم أسلوب المقاومة ومحاولة الفرار، حيث يقوم باستعماله في أجساد الضحايا من دون الكشف عنه، مشكلا إحساسا غريبا وقويا يعمل على شلّ حركتهم وإدخال ألم وإغماء عليهم، ليقوم بعد ذلك بعملية إيهامهم بأنه تمكن من إخراج الجن، وذلك طبعا بعد التظاهر بالحديث معه وتوجيه أوامر له بالخروج، وهو ما يسمح له بالحصول على المال وكذلك الشهرة وترويج أخبار عن قدرته الخارقة، لا سيما بعد اقتناع العديد بأنه فعلا تمكن من شفائهم من أعراض المس والسحر. وبعد إلقاء القبض على المشعوذ وشركائه ونجاح المداهمة التي جاءت بعلم وأمر من وكيل الجمهورية، تم تحويل الموقوفين إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني في انتظار المزيد من المستجدات التي سيكشفها التحقيق المباشر، خصوصا ما تعلق بمهنة شقيقه والمسدس الكهربائي المستعمل في الأعمال غير القانونية المنافية للأخلاق والقانون.