الوثائق الجديدة تمثلت في رخصة سندات من المديرية العامة لبنك «بي دي أل» ووصل تسديد مستحقات التسجيل في مصالح السجل التجاري «إيسير إيدير» وصف ما نسب إليه في وقت سابق بالتصريحات الملفقة.. ورحّال قال إنه لم تكن لديه الدلائل الكافية آنذاك الخليفة: «إيسير ورحال مسكينان لم يكونا يعرفان مايقولان» ^ الخليفة يغط في نوم عميق خلال جلسة المحاكمة صنع اليوم الخامس في محاكمة ما يعرف بفضيحة القرن، المفاجأة من خلال تراجع المتهمين الرئيسيين في فضيحة القرن ومؤسسي بنك الخليفة عن تصريحاتهما السابقة التي تدين المتهم عبد المؤمن رفيق خليفة، مؤكدين أن خطوات وإجراءات الفتى الذهبي خلال كل مراحل إنشائه لبنك الخليفة بداية من مرحلة التوثيق وإلى غاية ترسميه وسحب قروض من بنك BDL، كانت سليمة وقانونية، في الوقت الذي ظهرت خلال محاكمة أمس، وثائق رسمية جديدة لم يسبق لها الظهور خاصة في محاكمة 2007 والتي تصب كلها في صالح المتهم الرئيسي، عبد المومن خليفة.وعكس ماكان منتظرا من تصريحات المتهمين، عمر رحّال، الموثق المتهم بتزوير وثائق رسمية ومنح عقد من دون تصريح لتعديل عقد تأسيس بنك الخليفة، وإيسير إيدير المتهم بالتزوير واستعمال المزوّر لصالح عبد المؤمن خليفة، فقد أنكر الرجلان شراكتهما مع الفتى الذهبي في أية عملية خارجة عن القانون فيما يخص طريقة إنشاء البنك، مستعرضين وثائق وأدلة ووقائع تثبث تصريحاتهما التي صبت في مجملها في صالح «مؤمن خليفة» والتي وافقت تصريحاته التي أدلى بها خلال استجوابه في الحضور الأول وأثناء المحاكمة. مدير وكالة BDL اسطاوالي ينقلب على تصريحاته ويزكي أقوال خليفة وعلى غرار تصريحه بعدم تحصلّه على أي قرض من بنك التنمية المحلية BDL، واكتفائه بأخذ ضمان من الخزينة في الفترة الممتدة ما بين 1990 و1993، من خلال تقديم سندات كضمان لجلب آلات ومواد لشركة الصيدلة KRG PHARMA، وعدم تزويره لأي عقد بخصوص فيلا حيدرة وتقديمها كرهن، راح المتهم المرتبط بهذه القضية، إيسير إيدير، الذي كان يشتغل آنداك منصب مدير للوكالة، يفند تصريحاته الأولى التي أدلى بها أمام الضبطية القضائية وأمام قاضي التحقيق على 3 مراحل والتي تدين عبد المومن خليفة، معتبرا أن ما جاء على لسانه خلال تلك المحاضر «كذب وتلفيق وضغط مورس عليه من طرف ضباط الضبطية القضائية للدرك الوطني بباب جديد وقضاة التحقيق الثلات الذين حققوا معه في القضية».كما أشار إيسير إلى أن عبد المومن خليفة لم يتحصل على قروض من البنك، وأن KRG PHARMA تحصلت كشخص معنوي على هذه الدعائم المالية FACILITE DE CAISSE على شكل وليس خليفة من أخذها، كما أنه تم تحصيلهم من قبل البنك، وهو نفس الأمر الذي جاء على لسان خليفة، وفي الشأن المتعلق بالعقود المزورة، قال إيسير إنه لا يعلم بها وأن خليفة لم يزوّرها، منكرا بذلك تصريحاته السابقة في هذا الشأن، ليكون قد منح تزكية منه لتصريحات المليارير اللغز. الموثق رحال: خليفة دفع 12 مليارا ونصف مستحقات تسجيل بنك الخليفة ولدي الدليل ومن جهته الموثق عمر رحّال، البالغ من العمر 87 سنة والذي أتعب المحكمة كثيرا من خلال عدم استيعابه لأسئلة القاضي نظرا لحالته المرضية وكبر سنه، فقد فجّر مفاجأة لم تكن متوقعة بقوله إن عبد المومن خليفة قام بدفع الأموال المخصصة للتسجيل في السجل التجاري لبنك الخليفة والمقدرة ب12 مليارا ونصف، مشيرا إلى أن القانون يتضمن ضرورة تقديم صاحب الشركة لخمس ربع رأس المال وهو ملياري و600 مليون سنتيم، وأنه شخصيا يمتلك دليلا على أن الخليفة قام بإيداعها. وبخصوص علاقته بالعقد المزور، وتعديل العقد التأسيسي للبنك، قال رحّال الذي يتواجد بالسجن تحت إجراء القبض الجسدي، إن الأولى لا علاقة له بها ولا لعبد المومن كونه متواجدا بفرنسا، وأن الوثيقة لا يستند عليها كونها لا تحمل عبارات وصيغ الموثق في الشأن العقاري، وفيما يخص الثانية فقال إنه قام بذلك استنادا إلى ما يعرفه في تفاصيل خلق الشركة، وهو نفس ما أدلى به الفتى الذهبي وعكس ما أدلى به رحّال خلال مراحل التحقيق الماضية والتي تدين خليفة، معتبرا أنه آنذاك لم يكن لديه الوثائق والدلائل اللازمة. وحاول إيسير إيدير وعمر رحّال، إنقاد الخليفة من خلال تصريحاتهما الجديدة التي جاءت متناقضة تماما مع ما أدليا به خلال كامل مراحل التحقيق وكذا أثناء المحاكمة السابقة، حيث كذبا تصريحاتهما السابقة، الأمر الذي جعل قاضي الجلسة والنائب العام يتساءلان عن سبب تناقض تصريحاتهما، وهو الرد الذي كان يلقي باللائمة على مصالح الضبطية القضائية على أنهما تعرضا للتعذيب وأن تصريحاتهما السابقة جاءت تحت طائلة التعذيب والضغط النفسي. ومن جهته وخلال مواجهته بمحاضر سماع المتهمين رحال وإيسير في وقت سابق، قال خليفة إنهما مساكين وإنهما أكيد تعرضا للضغط من قبل المحققين، في حين قضى كل وقته ومباشرة بعد انتهاء القاضي من استجوابه في حدود الساعة الحادية عشر من صباح أمس، نائما داخل قاعة الجلسات، فلم يكن يركز في تصريحات باقي المتهمين بالرغم من أنها أكثر أهمية بالنسبة له وأنها قد تحدد مصيره.