تكشف سليمة سواكري، بطلة إفريقيا في الجيدو سابقا، ومدربة نادي مولودية الجزائر إناث، عن أسرار مطبخها وحياتها الشخصية خلال الشهر الفضيل، وتدعو الجزائريين عبر "النهار" إلى اغتنام فرصة حلول شهر الرحمة من أجل التسامح والمغفرة والتقرب إلى الله. انقضت العشرة الأوائل من الشهر الفضيل، كيف قضيتها وكيف تقضين رمضان هذه السنة؟ الأيام العشرة الأولى «ما حسيتلهومش» إطلاقا من حيث الصيام، ولكن شعرت ببعض التعب بسبب تغير البرنامج اليومي، رمضان هذا العام كان خفيفا جدا علينا بدليل انقضاء العشرة الأولى بسرعة، تعبت من برنامجي اليومي لم يساعدني لأنني ملزمة بالاهتمام ببيتي وابنتي الصغيرة وكذلك عملي بتسجيل حصة «في دارنا» التي تبث يوميا على قناة «النهار لكي»، وأسجل يوميا وأحيانا أسجل في الليل، الأمر الذي أتعبني كثيرا. ألا تمارسين الرياضة في رمضان؟ لا.. هذه السنة تزامن رمضان مع العطلة الموسمية لذلك لا أتدرب، وهي المرة الأولى التي لا أمارس بالرياضة في الشهر الفضيل، فنحن لم نتوقف أبدا من قبل في مثل هذا التوقيت، فقد كنت متعودة على القيام بالتدريبات قبل الإفطار بساعتين تقريبا، وتكون تدريباتنا خفيفة نوعا ما خاصة عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة مثلما هو الحال هذه الأيام، وهذا حتى نعرق كثيرا ولا نعطش وسنعود بإذن الله في شهر أوت. وهل سواكري بطلة في الطبخ مثلما هو الحال في «الجيدو»؟ أكيد.. أنا أحب كثيرا «الكوزينة» والطبخ أتفنن فيه، هناك الكثير من النساء اللواتي يرين في المطبخ مشقة و«ميزيرية» ولكن أنا أحبه كثيرا. أجيد طهي كل الأطباق، لكن «شوربة فريك» هي أكثر أكلة أتفنن فيها وكل من يتذوقها يؤكد أنها بنينة «بزاف»، كما أجيد طهي كل أنواع الأطباق الجزائرية الأخرى المتنوعة وأجيد أيضا الأطباق العالمية. المعروف عن المرأة الرياضية اهتمامها أكثر بالرياضة ولا تجيد كثيرا الطبخ ولكنك كسرت هذه القاعدة... أنا امرأة قبل أن أكون رياضية، وفي رأيي على أي امرأة مهما كان مركزها في المجتمع أن تتعلم الطبخ.. وأنا لما كنت رياضية لم يكن لدي الوقت الكافي لأطبخ كثيرا ولكن بعدما توقفت تعلمت من والدتي وصديقاتي وكل طبق يعجبني أسأل عن كيفيه طبخه، وليس لدي أي عقدة أنني لا أعرفه، بالإضافة إلى أنني في الأساس أحب الطبخ وبكل شيء يتعلق بالمطبخ. وما هي الأطباق التي يطلبها زوجك منك في هذا الشهر الكريم؟ بلال من النوع الذي لا يأكل كثيرا ولا يتشرط أبدا، فهو يأكل كل ما أطهوه له، ولا يحب أكل الخضروات وأحيانا «نتضارب معاه» حتى يأكلها، وبدوري أكون ذكية في طهي الخضروات حتى أنه لا يشعر أنه يتناول طبقا من الخضروات فهو رياضي أيضا ويجب عليه أن يتناول أطباقا صحية ومتكاملة. ما يعرف عن بلال أنه «مقلق» كيف يكون في رمضان؟ لا بالعكس.. بلال إنسان هادئ جدا، الناس أخذت عنه نظرة خاطئة تماما، في المباريات وداخل أرضية الميدان بلال لاعب يحب الفوز ويظهر للناس أنه إنسان مقلق، ولكن على العكس تماما إنه هادئ جدا و«ما يتضاربش» سواء في رمضان أو في الأيام الأخرى، وعنده علاقات طيبة مع كل من يعرفه، لأن أخلاقه عالية جدا واسألوا كل من يعرفه سواء أصدقاؤه من اللاعبين أو أبناء حيه أو عائلته سيؤكدون لكم أنه هادئ. يعني ما يغلبكش رمضان؟ يغلبني رمضان؟ هذه الكلمة يتم تداولها كثيرا في مجتمعنا وأريد أن أوجه رسالة إلى كل الجزائريين عبر جريدتكم «النهار»، إن رمضان يأتينا مرة واحدة في السنة ورمضان كريم ما يغلب حتى واحد، إنه شهر الرحمة والمغفرة والتقرب إلى الله والصدقة والصلاة، لذلك على كل واحد منا أن يحافظ عليه ونغتنم الفرصة والتقرب إلى الله أكثر. ولكن في الجزائر تكثر المشاكل خلال هذا الشهر لأن الجزائري معروف بطبعه الحاد.. فعلا.. لكن لو كل واحد فينا يغتنم الفرصة ويتسامح مع الناس ويتحكم في نفسه، وقبل أن يخرج أي كلمة يقول إني صائم، حتى نحارب هذه المشاكل كما أن الشعب الجزائري من الشعوب المستعمرة وهو شعب متمرد أيضا لا يقبل الاستعمار أبدا، كما أنه واجه أيضا العشرية السوداء لذلك فإن شعبنا كبر على العنف ولكن لو يعوّد كل جزائري تهذيب نفسه ولسانه ويراجع كل كلمة يقولها قبل أن يخرجها لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، لذلك أتمنى أن تختفي هذه الآفات عن مجتمعنا وبلدنا. هل سبق لك وأن أفطرتِ خلال المنافسات الدولية التي شاركت فيها؟ لا لم أفطر أبدا، لعبنا بعض المسابقات ونحن في رمضان والاتحادات الدولية والعالمية لا تأخذ بعين الاعتبار هذا الشهر، وفي الكثير من الأحيان تتزامن المنافسات مع رمضان، ورغم أن الأئمة أفتوا لنا بالإفطار لأننا نكون على سفر، لكنني لم أكن أفطر وشخصيا أفضل ربح ديني وما ربحتش ميداليات في بعض المنافسات لأنني لم أفطر ولم أندم على ذلك لأنني فضلت ديني. والآن أصبحت مدربة، هل تمنحين المصارعات حرية الاختيار بين الصيام والإفطار أم أنك تجبرينهن على الإفطار خلال المنافسات الدولية؟ أبدا، لا أجبرهن على أي شيء وإنما أمنحهن حرية الاختيار. قضيت رمضان في عدة بلدان بسبب مشاركاتك في المنافسات الدولية، أي بلد منها كان الصيام سهلا عليك؟ فرنسا... لأن هناك الجالية الجزائرية بكثرة وتكون هناك رائحة رمضان، بالإضافة إلى وجود محلات تبيع الأكل الحلال، وأصعب رمضان لي كان في اليابان والبرازيل لأنه لم أكن أجد ما أكله، أما رمضان في الجزائر فلديه نكهة أخرى، وهو الأفضل طبعا وأفضل ألّا أذهب إلى أي مكان آخر وأقضيه في بلدي. قبل ختام حديثنا، لم تخبرينا عن حادثة جرت لك خلال شهر رمضان وبقيت في ذاكرتك؟ (بعد تفكير)… منذ أيام فقط شاركت في مسابقة للطبخ وقدمت قائمة طعام رائعة جدا بشهادة الجميع، ولكن الحكم خسرني وجعلني أتذكر لما كنت مصارعة ويكون خلال المباراة حكام غير نزهاء ويهزمونني.. الله غالب كلمة أخيرة نختم بها حوارنا معك. أتمنى رمضانا كريما لكل الجزائريين، وإن شاء الله «نكملوه» على أحسن ما يرام ونكون في المستوى، إنه شهر الرحمة والتوبة والغفران وأبواب السماء كلها مفتوحة لنا، علينا أن نغتنم الفرصة جيدا وأتمنى عيدا مباركا إن شاء الله لكل الجزائريين ولكل عمال جريدة «النهار» وأشكرك على هذا الحوار.
موضوع : لم أفطر أبدا في المنافسات الدولية وكنت أخسر الميداليات وأربح ديني 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0