تتعرض للاغتصاب بتحريض من زوجة أبيها .. وأخرى تفك لغز مقتل أبيها فتطردها شقيقتها وعمتها مديرة المركز: أغلب الحالات سببها لا مسؤولية الأزواج والطلاق لأسباب تافهة »أختي قتلت أبي وأخي طردني من البيت» .. «زوجة أبي حرضت ابن أخيها على اغتصابي» .. «توفي زوجي وأصبح من الصعب العيش من بعده فليس لي أحد»، هي صرخات ومعاناة نساء يعشن تجارب قاسية مع أشخاص تجردوا من إنسانيتهم، فمنهن من كن فريسة سهلة لهتك أعراضهن، وأخريات ب«لا والي لا تالي» كما يقال، لتجدن أنفسهن في أحضان الشارع تأكلن من بقايا المزابل، وأرامل يتحولن إلى سلعة رخيصة للابتزاز والمساومات .. هي قصص تشبه كثيرا الحكايات التي تسرد في الأفلام الاجتماعية المصرية وغيرها، غير أن هؤلاء هن نساء يعشن بمركز الإيواء في الحراش . »النهار» زارت مركز الإيواء «دارنا»، للكشف عمّا تخفيه صدورهن ولتترجم ملامحهن القاسية المخطوطة بالبؤس والحزن، وتنقل قصصهن المؤلمة، وعلى الرغم من جرحهن الدفين، استقبلونا بحفاوة، أين حاولنا استنطاقهن ومعرفة أسباب تواجدهن في المركز، لنعيد فتح جراحهن، فكان ما تخفيه أسوار المركز أشبه بسيناريوهات أفلام كنا قد شاهدناها، ولم نتخيل يوما أننا سنتفاجأ بها على أرض الواقع. تقتل والدها «أرشي ملياردير» بدواء مسموم »الطبيب قالي باباك راح يموت وراني بخّرت الدواء باش ما يفيقوناش» .. هذا ما قالته العمة لابنة الضحية، بعدما أرسلت لها الدواء المسموم لتستعمله في الجريمة، للتخلص من والدها..! هي أكبر جريمة بشعة ارتكبت في حسين داي، منذ 6 أشهر، والسبب تافه ورخيس، كان للحصول على المنزل والميراث، فالمجرمة ابنة عاقة تمردت على الطبيعة البشرية والإنسانية وقتلت من كان سببا في وجودها، ومن تعب لإطعامها وتربيتها .. «والدها؟». بعيون تسيل بالدمع وقلب ينزف دما، سردت إحدى النزيلات البالغة من العمر 39 سنة، قصة جريمة نكراء بطلاتها أختها وعمتها، قبل أن تبدأ حديثها أشارت إلى هندامها ولباسها، حيث كانت ترتدي تنورة «جيب» رثة وقميص موديل قديم، تقول: «بابا أرشي ملياردير وكنت عايشة كي السلطانة وحاجة ما تخصني .. اليوم طاحت بيا وقبل ما حاوزني خويا من الدار، كنت أنزف دما وعندما أتصل بالشرطة تقوم أمي بتنظيف المكان وكأن شيئا لم يكن». النزيلة لم تستطع مواصلة حديثها، فالدموع كانت سباقة لحروفها، للتعبير عن حجم معاناتها وما يخفيه صدرها من الحزن الدفين، وبعد إلحاح منا، تشجّعت وواصلت سرد القصة ..»كنت في المستشفى وشاهدة على أحداث الجريمة، في الحقيقة صعقت وصدمت يوم اكتشفت أن أختي وعمتي خططتا لقتل أبي، بعد أن قامت أختي بإرسال الدواء من فرنسا للتخلص منه، إلا أن الطبيب قبل أن يكتشف ذلك قامت عمتي بحرق الدواء الذي استعمل في قتله حتى لا يبقى دليل على الجريمة، إلا أنني سمعت حديثهما في الهاتف». وبعد وفاة والدها فتحت تحقيقا في أسباب الوفاة وأودعت شكوى ضد عمتها وأختها، إلا أنهما أنكرتا الجرم بما أنه لا دليل على أقوالها وكانتا تخرجان في كل مرة كالشعرة من العجين، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالعمة كانت تهددها وتترصد تحركاتها، وأمنيتها الأخيرة تقول، هي أن يعاد فتح قبر والدها للتشريح ومعرفة سبب الوفاة، وآخر عبارة لها «ما نتهناش حتى يفتحو قبر بابا ويعرفو علاش مات». أسكت جوعي من بقايا الطعام في المزابل وزوجة أبي سبب حملي فتاة في غاية الجمال، تبلغ من العمر 28 سنة، تعيش مع طفلها غير الشرعي في مركز الحراش لإيواء النسوة المتشردات، بعد تعرضها للاغتصاب وبطريقة وحشية وبشعة، حدث ذلك بموافقة زوجة أبيها، التي حرّضت إبن أخيها على هتك عرضها حتى تطردها من المنزل. حاولنا التحدث معها، إلا أننا وجدنا صعوبة في ذلك، فهي لم ترد سرد قصتها على مسامع نزلاء المركز الذين كانوا متواجدين بالحجرة، لنستأذن منهن بطريقة لبقة مغادرة القاعة. اخترنا لها إسم «عبير»، فهي يتمية الأب والاُم، تنحدر من ولاية خميس خشنة، تقول «زوجة أبي دفعت بابن أخيها لاغتصابي وبموافقتها قام بالاعتداء علي، كل ذلك من أجل أن تطردني من المنزل، يقطع حديثها طفلها الرضيع لتواصل سرد قصتها، حدث ذلك في إحدى الليالي بينما كنت نائمة، أين دخل ابن أخيها إلى غرفتي وقام باغتصابي بطريقة وحشية وبشعة، وبعد أن قام بفعلته وظهر حملي، طردتني زوجة أبي من المنزل لأجد نفسي في الشارع أسكت جوعي من بقايا القمامة، واجهت البرد والجوع والمطر وأنا حامل، إلى أن ساعدني أحد المحسنين وأتى بي إلى المركز».وما زاد من معاناة «عبير»، هو أنها لا تملك وثائق مدنية، لأن عائلتها لم تقم بستجيلها لتجد نفسها بلا هوية، مما جعلها عاجزة على المطالبة بحقوقها في العدالة وتسجيل ابنها. أعمل منظفة بالمنازل حفاظا على شرفي «المهم نرقد وما نخافش يتعداو عليا»، هذا ما قالته سيدة في الأربعينيات، بعد أن توفي زوجها منذ خمس سنوات، لتجد نفسها في الشارع بعد انتهاء مدة استئجار المنزل، تسرد لنا محدثتنا وهي امرأة مثقفة ومتعلمة و«بنت القصبة»، أنها كانت تتعرض يوميا للتحرشات والمساومات، ولأن المرأة المتشردة من الصعب عليها العيش في سلام وأمان، فالجميع يطمع في هتك عرضها، وآخر مرة تعرضت للابتزاز تقول، «كان من طرف مديرها بعد أن طلب منها المبيت معه في شقته، إلا أنها رفضت طلبه، لتستقيل من منصبها كأمينة عامة بإحدى المؤسسات الخاصة، وتخير بين الشارع والعمل في تنظيف البيوت لتقوت طفلها، إلا أن النوم في الشارع لن يضمن لها كرامتها ولن تسلم من أيادي الوحوش البشرية. مديرة مركز «دارنا» في الحراش ل"النهار": الخلافات الزوجية التافهة سبب قصد النساء للمركز من جهتها، كشفت مديرة مركز العبور «دارنا» في الحراش، عوي ربيعة ل«النهار»، أن المركز استقبل 35 مقيمة تترواح أعمارهن بين 20 إلى 40 سنة، حيث أن 80 من المائة في المركز، هن نساء تعرضن للعنف والاغتصاب، و20 ٪ من دون مأوى، تأكد المديرة أنها لا تستقبل الفتيات القاصرات ولا النساء اللاتي يتعاطين المخدرات ويسببن مشاكل، مخافة تشويه سمعة المركز، خصوصا وأنه يقع في حي شعبي، تضيف أن هدف المركز هو محاولة لتسوية وضعيتهن والتوسط لإيجاد لهن عمل. وتتأسف المتحدثة إلى منطق التنصل من المسؤولية الذي أصبح ينتهجه بعض الأزواج، والأسباب التافهة التي تجر بالمتزوجات إلى ترك منازلهن، مشيرة في هذا الصدد، إلى أن فئة منهن يلجأن إلى المركز بسبب الخلافات الزوجية، وعلى هذا الأساس، تحاول مديرة المركز تقديم النصائح وإرشاد الزوجة على كيفية مجابهة المشاكل الزوجية.
موضوع : نساء من العزّ إلى التشرد في أغرب دراما اجتماعية بالجزائر 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0