سيال لم نتلق أي شكوى والأطباء يرجعون التسممات الغذائية إلى مياه الحنفيات تلقت عديد المراكز الاستشفائية في العاصمة، عشرات الإصابات بالتسممات المعوية الخطيرة، خلال الفترة الأخيرة، نجمت عن المكونات الكيميائية والبكتيرية المتنقلة عبر مياه الشروب بالحنفيات، وحسب مصادر محلية فإن عمليات التهيئة والأشغال التي قامت بها شركات المياه مؤخرا، تسببت في تلويث مياه الشروب.وحسب القائمين على مصالح الاستعجالات الطبية بالعاصمة، فقد سجلت هذه الأخيرة عشرات الحالات تعرضوا لالتهاب في الأمعاء وأمراض بكتيرية متنقلة، رافقتها أعراض الغثيان والدوخة واصفرار الوجه وارتفاع حرارة الجسم. وفي هذا الشأن سجلت مصالح الاستعجالات بمستشفى لمين دباغين والمراكز الصحية الجوارية بكل من بلدية درارية وبوزريعة أزيد من 15 حالة معظمهم من فئة الأطفال. ويتعلق الأمر بالطفل «شكيب» الذي يبلغ من العمر 15 سنة، القاطن بحي البرتقال بلدية بوزريعة، أصيب بالتهاب معوي خطير بسبب الجراثيم والبكتيريا المتواجدة بمياه الحنفيات على حد تأكيد الطبيبة التي قامت بفحصه، كما تعرضت «ا.ش» 22 سنة القاطنة ببلدية باب الوادي، إلى تسمم الماء الشروب ألزمتها حالتها الحرجة الفراش لأزيد من أسبوع بسبب إصابتها بالإسهال الشديد وإعياء في الجسم، وحالات أخرى تحوز «النهار» على أسمائهم .ارتفاع نسبة «الفلوريد» في المياه يسبب هشاشة العظام وتسوس الأسنانوأوضح الدكتور بولقرون حاكم، في هذا الصدد أن فئة الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالتسممات المعوية نظرا لضعف جهاز مناعتهم، بسبب تلوث مياه الحنفيات واحتمال عدم مطابقة المكونات الكيميائية والمعدنية والبكتيريا الشروط الصحية أو نقصان وزيادة كميات المكونات التي قد تضر بصحة المواطنين.وأضاف المتخصص في الأمراض المعدية في اتصال هاتفي ل«النهار»، أن شرب كميات كبيرة من المياه تحتوي على نسبة عالية من «الفلورايد» يشكل على المدى البعيد أمراض المفاصل وهشاشة العظام وتشنجات عضلية وتسوس الأسنان وآلام في البطن والقولون. وعلى هذا ينصح المختص على ضرورة التحكم بجودة المياه قصد منع ظهور تسممات بسبب المواد الكيميائية المتداخلة بالماء الشروب، كما يتوجب احترام القيمة الاسترشادية للمواد وأخذ إجراءات وقائية لاحتراز الإصابة بالأمراض المتنقلة وخطر التسممات خصوصا بفئة الأطفال. وحذر المتخصص في مرضى الكلى والفشل الكلوي عدم شرب ماء الحنفيات وتعويضها بالمياه المعدنية، حيث تعمل على إخراج الأملاح وتنظيف وعلاج الجسم قبل أن تترسب. وفي سياق ذي صلة، كشف مصدر من مبنى مديرية الصحة، أنه على الرغم من الإصابات التي تسجلها المراكز الاستشفائية بسبب تسممات مياه الحنفيات، إلا أن الطاقم الطبي وإدارة المستشفيات لم تقم بإبلاغ الجهات المعنية على غرار مديرية الصحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الوالي وشركة المياه والتطهير، قصد أخذ عينات وتحليلها في المخبر للتأكد من سلامة المياه من أجل معالجتها وتفادي زيادة الإصابات.من جهته كشف رئيس دائرة الإتصال الخارجي بشركة المياه والتطهير «سيال»، عادل بابو، أنهم لم يتلقوا أي شكوى من طرف المواطنين أو من مديريات الصحة، وأن مخابر الشركة تقوم بصفة دورية بمعالجة المياه وتحليلها، وفي رده عن سؤال يتعلق بأشغال التهيئة والصيانة واحتمال تلوث المياه، أجاب المسؤول أنه لا يمكن ربط الأشغال بسلامة المياه إلى حين خروج نتائج التحاليل المخبرية. وكإجراء استباقي، قام المخبر التابع لشركة الماء والتطهير «سيال» بأخذ عينات كل من النقاط التي سجلت بها تسممات مياه الشروب على غرار بلدية درارية وباب الوادي وبوزريعة، من أجل القيام بالتحاليل اللازمة، وعلى هذا أوضح مسؤول من المخبر في اتصال هاتفي ل«النهار» أن عملية المراقبة تجرى بصفة يومية من خلال أخذ عينات للفحص، خصوصا مادة «الكلور» على حد تأكيده أنه أول مؤشر للتأكد من سلامة ماء الشروب، حيث يجب أن يكون معدل نسبته في الماء كحد أدنى 0.1 مليغرام في اللتر، وتساءل المسؤول عن سبب إرجاع الأطباء التسممات الغذائية إلى ماء الشروب.
موضوع : إصابة أزيد من 15 شخصا بتسممات معوية سببتها مياه الحنفيات 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0