مخطط خاص بالمشاعر المقدسة والتحضير للقضاء على ظاهرة تيهان الحجاج فرضت بعثة الحماية المدنية للحج طوقا محكما على كل مداخل الحرم المكي، بتغطية كل مداخله والشوارع الكبرى المؤدية من الفنادق إلى الكعبة، حاملين الراية الوطنية لمساعدة الحجاج التائهين وتوجيههم إلى مقرات إقامتهم، حيث تم تسجيل أكثر من 60 حالة تيهان وسط الحجاج تم العثور عليهم وتوجيههم إلى فنادقهم، منذ وصول أول رحلة إلى مكة.وضعت مصالح الحماية المدنية مخطط عمل محكم، بخلق ثلاث نقاط دائمة على شكل معالم يمكن لأي حاج جزائري اللجوء إليها، وهي المخارج الثلاثة الكبرى للحرم التي قد يلجأ إليها الحاج الجزائري، إحداها من جهة برج الساعة الذي يحوي أغلب فنادق البعثة، وأخرى من جهة الشارع المؤدي إلى المسفلة، حيث توجد ثلاثة فنادق للبعثة الجزائرية، وأما النقطة الثالثة أو المعلم الثالث الثابت فيقع خلف جبلي الصفا والمروة، وهو الذي يلجأ إليه الحجاج للحلق بعد الانتهاء من مناسك العمرة، فيكون عون الحماية المدنية هناك بالراية الوطنية لتوجيههم إلى الجهة المقابلة حيث فنادق البعثة، حيث تعد هذه النقاط من أبرز النقاط التي تعمل 24 على 24 ساعة، أو كما يطلق عليها بالنقاط السوداء.وخصصت البعثة أيضا فرقا ودوريات ليلية لمسح ساحات الحرم ومختلف الشوارع المحيطة به، لتوجيه أي حاج أضاع الطريق ولم يستطع الوصول إلى النقاط الثابتة للبعثة، خاصة أن أغلب الحجاج من كبار السن وكثيرا ما يقبعون في الأماكن التي أدوا فيها الصلاة أو حيثما أدركهم التعب، إذ كشفت مصادر «النهار» أن أغلب الذين تم إعادتهم إلى غرفهم هم من كبار السن الذين أضاعوا طريق العودة أو لم يقووا على المشي بعدما أنهكهم التعب، حيث استعمل أعوان الحماية المدنية في حالات عديدة عربات ذوي الاحتياجات الخاصة لنقل التائهين إلى الفنادق التي يقيمون بها.وزيادة على مهمة إعادة التائهين، تعمل مصالح الحماية المدنية عمل المنسق والإسعاف في حالة الضرورة، أين نقل أعوان البعثة العديد من الحالات الطارئة إلى المستشفى المركزي للبعثة الجزائرية، فضلا عن التنقل مع مصالح البعثة الطبية إلى الغرف لمعاينة وتقديم الإسعافات الأولية للحجاج، فور تلقيهم بلاغا بأي حالة. وأقرت مصالح الحماية المدنية مخططا مماثلا تحسبا لمشعري عرفات ومنى، حيث ستكون هناك دوريات متنقلة ومعالم ثابتة لتوجيه الحجاج الجزائريين، في مبادرة تهدف حسب مصدر «النهار» للقضاء على ظاهرة تيهان الحجاج بصفة نهائية، أو على الأقل إعادتهم إلى خيمهم في أقرب مدة زمنية ممكنة. وتعتمد البعثة الجزائرية والباكستانية، بخلاف كل البعثات بالبقاع المقدسة، على الراية الوطنية لتوجيه الحجاج واللجوء إلى حاملها في حال التيهان أو إضاعة الطريق، الأمر الذي ساعد كثيرا على توجيه التائهين، خاصة أن غلب الحجاج الجزائريين لا يقرأون ولا يكتبون نظرا لكبر سنهم، فكانت الراية الوطنية من أفضل الحلول للتواصل والإرشاد.
موضوع : 60 تائها قبل بداية الحج بأسبوعين ودوريات خاصة للحماية في ساحات الحرم 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0